#جريدة_الآن زايد الزيد : دفعنا المليارات على جسر يؤدي إلى لا شيء

زاوية الكتاب

زايد الزيد 887 مشاهدات 0


تابعت كما تابع غالب الكويتيين احتفالية افتتاح جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي يصل مدينة الكويت بمنطقة الصبية والذي كلف الدولة أكثر من 3 مليارات ونصف المليار دولار وخمس سنوات من العمل بالإضافة إلى 4 سنوات من التخطيط والدراسات المرافقة له.
وجاء افتتاح الجسر ليكون بالنسبة للشعب الكويتي مناسبة أحس معها البعض بالاطمئنان والراحة، لكن خلف كل هذا يُثار سؤال كبير وخطير في آن واحد وهو ما الغاية من انشاء الجسر؟

 
فجسر جابر لا يصل بين مدينتين مكتظتين بالسكان مثل مدينة الكويت والجهراء مثلاً أو مدينة الجهراء والأحمدي بل على العكس يصل بين مدينة الكويت وصحراء جرداء خالية لا يوجد فيها ولو حتى منطقة سكنية واحدة هي صحراء الصبية ليكون هذا الجسر هو الجسر الوحيد بالعالم المؤدي إلى «لا شيء».

ويفترض الكثيرون أن هذا الجسر سيؤدي إلى إقليم الحرير المزمع إنشاؤه قريباً، لكن الإقليم بحسب الدراسات والاستقراءات لن ينشأ على الأقل إلا بعد 10 سنوات، أي أن الجسر سيبقى لمدة عقد كامل بلا فائدة تُذكر مكلفاً على الدولة مبالغ كبيرة في صيانته ومراقبته وتنظيفه وتسييره، حتى يأتي مشروع إقليم الحرير، ولن يستخدم طوال عشر سنوات إلا من قبل بعض الشاحنات التي يفترض انها ستستخدم في بناء إقليم الحرير.


وبحسبة رياضية بسيطة، فإن بناء طريق بكلفة تتجاوز الثلاثة مليارات ونصف المليار دولار لأجل مرور جزء يسير من الشاحنات فيه طوال 10 سنوات هو أمر لا يمكن تبريره أو الدفاع عنه بل يعد فضيحة اقتصادية على جميع المستويات والمقاييس.


وبالإضافة إلى الشكوك بعدم وجود جدوى اقتصادية من الجسر حتى سنوات قادمة، فإن الشكوك الكبرى تتركز في الجانب البيئي حيث إن الجسر مبني على جون الكويت الذي يتمتع بطبيعة بيئية حساسة، ولوحظ من قبل الجماعات البيئية تصاعد حالات نفوق الأسماك داخل جون الكويت منذ الشروع بإنشاء الجسر، وهو ما دفع القائمين على الجسر إلى إنشاء مستوطنات بيئية تحت الجسر خصوصاً لأسماك الروبيان، ما يعني أن هناك أضراراً كارثية للمشروع يحاول القائمون عليه تلافيها.


ختاماً، يمكننا القول إن المعطيات والأرقام، والسوابق الحكومية في ارتجال المشاريع بلا دراسات حقيقية تؤكد لنا أن الأمور تسير بعكس ما نأمل، وأننا نحاول أن نبحث عن مقولة «أنجزنا» دون أن نعرف ماهية الإنجاز وفوائده، وهو أمر طبيعي في ظل حكومة لا تريد أن تسمع أي نقد عليها.


تعليقات

اكتب تعليقك