#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن: فوبيا الرشوة لها بريق!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن إبريل 29, 2019, 11:04 م 811 مشاهدات 0
الأنباء:
فوبيا الرشوة لها بريق!
إذا قلت إن للرشوة مسميات كاذبة لا أكذب، ولا أبالغ!
انتشرت في دولنا العربية للأسف (كارثة الرشوة) ولا أُبالغ!
إنها الرشوة الملعونة، آفة هذا العصر بلا منازع!
الناس تعرف بكل صراحة أن (الراشي والمرتشي) في النار ومع هذا تستطيب ممارسة هذا الإثم الجائر!
قال الشاعر غير المرتشي:
بعض الجراح إذا داويتها اندملت
وبعضها لا تداويه العقاقيرُ
اليوم مساحتي للمتخمين المفسدين المرتشين المستفيدين من (السحت الحرام)!.. والشكر والتقدير لكل نظيف يد في زمن الرشوة!
والمصيبة ان (بني يعرب) طوروا التّسمية الآثمة إلى ما يلي:
- هبلو باليمني.
- إكرامية باللبناني.
- حلاوه، اصطباحة والأرنب نسميه بمليون جنيه نسبة للأرنب؟
لكن الرشوة اليوم بالمصري تعني: أبجني تجدني!.. أو شخلل علشان تعدي!
- بقشيش بالتركي.
أما بالكويتي فالحديث يطول وتم إحداث تداخل بين الألفاظ والمسميات، فالبعض يسميها عمولة! أو أتعابا! وذربين آخرين «هدية»!
أنا اليوم أُعلن عن براءة اختراعي اللفظي التالي:
- «نوّطْني»!.. أي «نوطت» اخرجت نقود الرشوة جاهزة!!
أي أعطني «النوط» ولا أقصد هنا (النوط العسكري البرونزي أو الذهبي) وإنما (الورقة النقدية الدينار الكويتي) لأن أهل الكويت (القدامى) يسمون الورقة النقدية «نوط»!
والكويتي إذا وقف (قابلك) وقال لك «نق نوطك» أي أخرج فلوسك من جيبك وقدمها لمن أمامك!
وفي هذا السياق بالكويتي أيضا: قرقشني أي عطني فلوس!
وأيضا تكفه «خردشني» أي عطني من خردة فلوسك!
إذن نحن في زمن (المهمزة) أي زمن الرشوة وكثرة المسميات!
إذا قلنا إن الرشوة (بلوى) فهذا صحيح لأنها للأسف تجعل الإنسان (يكوكس) أي يتدحرج! والكوكسة أيضا تحتاج مقالا!
نعم.. كثر الفساد في المجتمعات العربية وصارت الرشوة تكنى بألفاظ تزينها وتدللها حتى وصل الأمر الى التغني بها لنشر التساهل والترويج بأنها (هدية) لا أكثر ولا أقل!
صارت للأسف الرشوة اليوم كالموضة لها مسميات كثيرة جدا، وهناك 3 أطراف مسؤولة عنها هم:
- الراشي.
- والمرتشي.
- وأقبحهم «الوسيط»!
٭ ومضة: الرشوة جريمة تمحق البركة ومن كبائر الذنوب في (زمن المهمزة) القائم على المناقصات والفرص وتسهيل الأمور والثمن ضياع الضمائر والذمم وانتشار (الدنانير - البيزات - النوط)!
قال الشاعر:
كم مرتشٍ قلب الحقيقة باطلا
خــلــع الحياء وبــالافـائــك يــزبــد
لعن الرسول المرتشين ومن رشوا
والـرائشــين فـمـن اولــئك ينــجدُ
ويل لـمن بــالـمال باع ضميره
فهو الخسيس عن المكارم يقعدُ
٭ آخر الكلام: نحن في زمن كثر فيه (الممثلون في المشهد) فهناك جمبازية كثر وأيد سفلى اسفنجية أكثر!
باختصار.. ما في إنسان اليوم ما يعرف أن الرشوة حرام ومن صفات أهل الضلال وأتباع الشيطان وهي: كل ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل!
ما قلت لكم إنه زمن (النوط الملوث)!
٭ زبدة الحچي: أذكر قرائي الكرام في كل مكان بخطورة انتشار الرشوة خاصة ونحن في زمن كثرت فيه الرشاوى مما يجعلني اليوم أتحدث عن الرشوة وأحذر منها وأذكر بأهم أسباب الرشوة ودوافعها:
- ضعف الوازع الديني.
- انخفاض مستوى المعيشة.
- ضعف النفس وطغيان الجشع والأنانية وحب المال.
يبقى أن مكمن الخطورة في هذه الرشوة أنها للأسف تدمر (الدولة) ومواردها وتنمي (عصابات) علي بابا والأربعين حرامي!
والرشوة تدمر حياة (المواطنين والوافدين) وكل أفراد المجتمع والأخلاق وضياع الحقوق وظهور وانتشار (فئة المرتشين) يجعل الأمور مقلوبة واليوم ليست القصة فقط (شهادات مزورة) وإنما أُناس يصلون إلى أعلى المراتب بالحصول على وظائف نوعية وسلطوية!
أحاديث كثيرة وآيات قرآنية الناس (تعرفها زين) لكن البعض للأسف يطنش وسماعون للكذب أكالون للسحت!
كل خوفي بعد هذا الدرس يطلع لي قارئ ويقول: نوّطْني!
تعليقات