#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن: أخونا آدم طايح ضرب بحواء!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن إبريل 28, 2019, 11 م 797 مشاهدات 0
الأنباء
تحفظ جدول الضرب (×) كيفك.. ضرب الزوجات ممنوع!
خلف الأبواب المغلقة تدور حوارات وأحداث لا يعلمها إلا الله!
النفوس طبائع وتختلف من إنسان إلى آخر.. فهناك من يمسك زمام نفسه عند الغضب والتحدث بهدوء وروية.. وآخر (لا) هو ثائر وهائج وصعب ويستعمل يده في حل القضايا الزوجية!
قضية ضرب الزوجات كنت أعتقد أن الزمن عفى عليها، لكن اتضح لي من خلال الإيميلات التي تصلني أنه مازال (أخونا) آدم طايح ضرب بحواء!
هذه القضية نظرا لاختلاف النفسيات في قبولها كثيرا ما يقع أبغض الحلال وهو الطلاق للأسف!
كثير من الأزواج رغم أنه يعرف النصوص الشرعية وأحكامها إلا أنه يتجاوز حدوده!
هدي الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته كان عدم الضرب!
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا». حديث صحيح رواه ابن ماجة في السنن رقم 1984.
الرجل المسلم اليوم متمسك بهذه الآية: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن...) النساء 34.
ويقصد هنا بالضرب غير المبرح المؤذي، وفسر المحدثون (غير المبرح) بأنه الضرب بالسواك، أي ضرب غير شديد ولا شاق وخفيف وبآلة كسواك ونحوه.
كان في الصحابة رضوان الله عليهم من يتصف بالشدة ويرى في هذا تأديبا للمرأة، لكن الأكثرية كانت أصحاب رفق وتؤدة!
أعجبني جدا هذا البيت الشعري الذي لا أعرف قائله:
رأيت رجالاً يضربون نساءهم
فشُلَّت يميني يوم أضرب زينبا
محظوظة اللي اسمها زينب هذا يعني أنها لا تُضرب أبدا!
إذن، الحكمة ألا يضرب الرجل (إماء الله).. لهذا، النصيحة (ترك) الضرب أفضل وأجمل وأكمل!
الضرب مجلبة للنفور.. فيا أيها الزوج لا تُفرّط في الضرب ولا تُفرِط في التأدب وإياك إياك أن تضرب زوجتك أمام (عيالها)، فهذا والله مدمر للنفسيات ويذهب الاستقرار العاطفي ولا يكوّن الأسرة السعيدة، ومن خلال تجربة التدريس التي مارستها ما وجدت تلميذا يكذب أو يتأتئ إلا نتيجة فقدان الثقة ورؤية والده يضرب أمه، وكثيرا كنت أرى الطالب منزويا يبكي، ومع استدراجه يبلغني بفعل والده، وهذه والله سلبية تفقد الأب هيبته واحترامه!
إن الأب الذي يمارس الضرب إنما يعلم أولاده الضرب ويضع في عقول بناته السكوت والركون للزوج الضارب القادم من المجهول!
أنت بهذه (الخطوة الآثمة) إنما تجعل عند بناتك ردة فعل قاسية مأساوية، إن رسخت في مخيلتهن!
أيها الزوج الضارب: ليس هناك سبب شرعي ولا ضرورة أن تتمسك بعرف من الأعراف لممارسة (ضرب الزوجة) في هذا الزمن، ولتعلم أن زمن سكوت المرأة قد ولّى بعد أن (تحصنت) النساء بالعلم الشرعي للرد عليك إن تمسكت بالنصوص الشرعية!
ومضة: ضرب النساء ليس ظاهرة إسلامية وإنما اليوم ظاهرة عالمية، وهناك اليوم أكثر من 6 ملايين زوجة أو صديقة تضرب في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، ما يجعل عبئا كبيرا على رجال الشرطة في الرد على المكالمات الهاتفية للإبلاغ عن حوادث العنف المنزلي!
آخر الكلام: أسباب الخلافات كثيرة، لكنني ألخصها فيما يلي:
- (النفقة - سوء خلق أحد الزوجين - التقصير في الواجبات - عدم شكر المعروف - الواجب الشرعي - تأخر أو كثرة الخلف والإنجاب - غياب الزوج - العزايم - الزوجة الثانية - تدخل الأقرباء - عدم مراعاة النفسية - المرأة الموظفة - زواج المرأة الصالحة من مستهتر مقصّر - فوارق اجتماعية وتعليمية - ممارسة المنكرات).
زبدة الحچي: ما أحوج مجتمعنا الخليجي العربي على وجه الخصوص الى الالتفات لمثل هذه القضايا بتقصي الأسباب الرئيسية لها ومحاولة طرح حلول من خلال المصادر الشرعية وأهل الاختصاص الاجتماعي ولجان إصلاح البين، وهذه فرصة أشكر جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تناولها مثل هذه القضايا في خطب الجمعة، والشكر موصول إلى وزارة العدل في محاكم الأسرة وإعلامها للتوعية بأهمية لجان إصلاح البين وحاجة الناس إلى مثل هذه التوعية المجتمعية، فالمشاكل الأسرية لها أولوية وعلينا دراسة ارتفاع نسب الطلاق وما قد يتسبب به هذا الجانب من ضياع الأسرة وتشريد الأبناء وسوء تربيتهم لعدم وجود الرقيب، خاصة في ظل (قلة) الوعي الديني بأحكام العِشرة الزوجية والضوابط التي وضعها الشارع الحكيم وخصصها في حق كل من الزوجين!
نظام الأسرة في الدين الإسلامي إنما هو فرع من عدة فروع كالنظام الاجتماعي والاقتصادي وغيره، وتنظم كل هذه الأمور تحت قاعدة شرعية رئيسية هي أصل البناء وأساسه وهي العقيدة، فلا قيمة ولا استقرار لنظام لا يستند إلى أساس متين، والسؤال: ما الفائدة في أحكام البناء والقاعدة هشة قابلة للسقوط؟
أيها القارئ في كل مكان علامة (×) في علم الحساب طبقها في حياتك مع زوجتك، أي (ممنوع) الضرب!
تعليقات