#جريدة_الآن غازي العتيبي يتساءل: إلى أين نحن سائرون؟
زاوية الكتابكتب د. غازي العتيبي إبريل 16, 2019, 11:11 م 649 مشاهدات 0
الأنباء
في السؤال حكمة لأصحاب العقول فكيف ان كان إجابة عن حالنا اليوم في العرض والطول وفي كل الأمور ان لم يكن صوتك لنفسك مسموعا فلن يكون لك دور حتى لو عرفت الإجابة ستكون بلا صورة أو هدف.
إلى أين نحن سائرون؟ نحو الجهل أو التعلم، جعلنا من كل صغيرة كبيرة، واحتكمنا إلى ما لا يزيدنا الا فرقة وضلالا.
إلى أين؟ إلى العنصرية واستخدام العبارات العنجهية، تلك التي تستند إلى نحن ونحن، وبالحقيقة ماذا فعلت أنت؟!
إلى أين نحن سائرون؟ نحو الماضي البعيد أو المستقبل المجهول، أين نحن من حاضرنا اليوم؟ كل في غيره مشغول، وعن نفسه بعيد، لذلك يرى عيب غيره أكبر من اللازم إلى متى سيكون الانفعال هو سيد الموقف في طريقة نقاشنا؟!
لماذا لا نكون على طاولة الحوار مستعدين لان يكون لنا دور معترفين ان ما وصلنا إليه من خلاف لنا يد فيه؟ لن تستطيع ان تبني ان كنت على طول تهدم، ولن تجد سببا مقنعا ان كنت طول الوقت تدور على المتسبب.
إلى أين نحن سائرون؟ إلى طريق التحديات المحفوف بالواسطات، هذا ابن عمي، وهذا ولد خال، أو إلى محاسبة هؤلاء ممن زاحموا أصحاب الكفاءات.
إلى إين؟ إلى «المظاهر الخداعة والجيب ما فيهوش ولا مليم» أو التركيز على تأسيس المظهر الخارجي بالماركة العالمية وتهميش صنع ماركتنا الذاتية حتى أصبحنا متشابهين لا نعرف الأصلي من التقليد.
إلى أين نحن سائرون؟ نحو اقتحام الخصوصية وإعطاء رأينا دون احترام مشاعر الغير، أو إلى الحكم المطلق على الآخرين.
كيف وصلنا إلى هذا الانحدار في وسائل التواصل الاجتماعي وفهم حرية التعبير بأن أقول رأيي واللي يصير يصير؟ فقدنا أبجديات الاحترام والتواصل مع أنفسنا قبل الغير حتى صار الواحد منا يعتبر نفسه مصلحا ورقيبا على تصرفات الآخرين.
متى آخر مرة جلست بينك وبين حالك تعرف غلطك وتواجه ما فعلت وتحاول ان تحسن من ذاتك بكلمة أنا أسف؟
علام نحن مقبلون؟ على عزوف بعضنا عن رؤية نفسه قبل ان يشير بأصابع الاتهام لغيره، أو على اللعب بعبارات رنانة للوصول لمقاصد تفرق ولا تجمع، تميز ولا تنصف، تسلب ولا تعطي.
إلى إين؟ إلى عتبة التطور أو التراجع، إلى رؤية المشاريع تجسد على أرض الواقع، أو إلى الفساد الإداري الذي أصبح كالوباء بين المسؤولين.
إلى أين؟ سؤال قد يحمل صيغة التساؤل أو اللوم، قد يكون صحوة ضمير لنا اليوم وكل يوم!
تعليقات