مبارك الدويلة ينصح النواب الإسلاميين بالمعارضة الهادئة بعيداً عن الصراخ أو اتخاذ المواقف المستعجلة التي تؤدي إلى تأزيم الاجواء
زاوية الكتابكتب مايو 24, 2009, منتصف الليل 591 مشاهدات 0
نصيحة للنواب الإسلاميين
الأحد, 24 مايو 2009
مبارك فهد الدويلة
أعتقد أن هذا المجلس سيدشن التعاون والتنسيق الحكومي - الليبرالي للمرحلة المقبلة، حيث سيكون هناك منسقون من النواب المحسوبين على الحكومة - وما أكثرهم - ونواب ذوي توجهات ليبرالية، حيث ستنضم إليهم «كتلة الحريم»! يتبقى عندنا نواب الحركات الاسلامية المنظمة (حدس ـ السلف) وبعض الاسلاميين المستقلين وعدد من نواب القبائل المعارضين للتخبط الحكومي.
وقد حاول البعض الايحاء بأن نتائج الانتخابات انتصار للتوجهات الليبرالية والعلمانية وانها نكسة للتوجهات المحافظة، كل ذلك بسبب فوز 4 نساء، ويغضون النظر عن فوز عدد غير قليل من اصحاب التوجهات الاسلامية - 12 نائبا - وعودة قوية لنواب اسموهم نواب التأزيم، وكل ذلك ممارسة لاسلوب التضليل والظن بأن الضحك على الناس طريق سهل للوصول للغاية.
على كل حال اريد ان اقترح في هذه العجالة على النواب الاسلاميين تبني خط المعارضة الهادئة بعيداً عن الصراخ والصوت العالي أو اتخاذ المواقف المستعجلة التي تؤدي إلى تأزيم الاجواء تحت قبة البرلمان، فكما قال احد الصالحين لأحد تلامذته المتحمسين: «نريد بالمكث ما تريد بالحث»، أي نريد بالهدوء والتأني أن نصل إلى ما تريد الوصول إليه بالاستعجال والتهور!
وحتى لا أُفهم خطأ.. المعارضة الهادئة لا تعني السكوت عن الباطل ولا تعني غض النظر عن التجاوزات، كما لا تعني التنازل عن ممارسة الحقوق الدستورية التي تتيح لنا ادوات رقابية برلمانية ما شاء الله. ما قصدت ذلك، لكني أريد من اخواني النواب الاسلاميين الذين اعرف جيدا حرصهم على الاصلاح والوصول للحقيقة ان يجربوا المعارضة التي تعتمد على الحجة الدامغة باسلوب هادئ بعيداً عن استفزاز الآخر وبعيدا عن عبارات وألفاظ تضيع معها الحقيقة التي يشوهها الخصوم.
كما أوصي اخواني النواب بعرض قضاياهم الشعبية بشكل افضل من الطريقة التي كانت تعرض بها في المجالس السابقة، يعني طرح ما يمكن تطبيقه والقبول بما يمكن الحصول عليه، فبمثل هذا الطرح نحرج الآخرين بالحجة والمنطق وإمكانية التطبيق، لكن طرح قضايا شعبية معروف رفضها مسبقاً هذا اضاعة لوقت الناس ولم يعد يجدي في هذا الوقت، حيث أدرك الناس استحالة ذلك وتضررهم من هذه المطالبات التي يكررها نواب شعبويون بين فترة وأخرى.
إعادة التكليف
سمو الشيخ ناصر المحمد تم إعادة تكليفه..! وهذه ارادة أميرية لا نملك فيها الخيار، ولا نملك الا الدعاء له بالتوفيق والسداد وهذا لن يتم الا بعد ارادة الله سبحانه، بتشكيل حكومة متجانسة لا حكومة محاصصة، حكومة تأتي ببرنامج تستطيع تطبيقه وتعرف كيف تطبقه، حكومة تراعي ثوابت الأمة وتقاليد شعبها، لا تغتر بكم امرأة وصلت للبرلمان فتظن - خطأ - ان المجتمع الكويتي لم يعد مجتمعا محافظا.
أسأل الله له النجاح هذه المرة.
والله المستعان.
تعليقات