#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب: للچنة: كيف تكسبين «خالتك»؟
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن إبريل 2, 2019, 11:10 م 589 مشاهدات 0
الأنباء
سؤال صعب جدا: كيف تكسبين «خالتك»؟
أيتها «الكنة» أي «الچنة» بالكويتي عملية كسب «الخالة» أي «الحماة» بالعربي الفصيح عملية سهلة متى ما توافر في داخلك حفظ أمور غير خافية مثل حفظ الفضل وكسب المودة وبيان أخلاقك، ودينك، وتقواك، وقربك من الله ومخافته، وألا يركبك الشيطان ولا يقودك!
حظيت الأسرة في كل الأديان بمكانة وقدسية لأنها ضمانة لاستمرار البشرية في هذا الكون الفسيح، وجاءت كل الشرائع كي تضع الضمانات لهذه «الأسرة» للاستمرار والاستقرار وهذا يعني أن أي «معوّل هدم» طبعا يؤثر في هذه الأسرة، خاصة في أطراف العلاقة ما بين الأسرتين.
وقد أيقن «الشيطان» أن العبث بهذه الأسر يدخل عند الإنسان البعيد عن «الدين»، فأي إنسان الرادع الأول لمنعه من مزاولة كل حرام هو دينه وشريعته، والشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وهو «الهادم» الأول وهو الطريق والشرارة والبدء في توتير هذه العلاقات أو حتى انهيارها عن طريق ألاعيبه بالإنسان الضعيف إيمانيا ولا حول ولا قوة إلا بالله!
قضيتي اليوم التي أطرحها هي «الخالة - والكنة» وكلاهما طرف أساسي في استقرار أو هدم الوشائج والعلاقات، خاصة أن موروثنا العربي النمطي الذي جعل من الاثنين «بعبعا» وقد لعبت الأفلام العربية والمسلسلات والمسرحيات دورها في إيجاد «ثقافة طاردة» لهذه العلاقة وتاريخنا الفلكلوري الشعبي مليء بالحكايات التي تؤصل سوء الفهم الحاصل دائما ما بين «الخالة والچنة»!
المُهَذِّب لهذه العلاقة أراه هو الدين والتربية من كلا الطرفين على حد سواء، ولهذا كله يتطلب الأمر اليوم أن يحكم العلاقة ميزان العدل، فالأم (الخالة) لها الحشيمة و«الكنة» لها ايضا الاحترام والتقدير، والكل يمارس دوره دون تدخل في حياة الآخر، وإن تحول الأمر إلى «تصيُّد» فسدت الحياة، خاصة مع وجود «عقارب البشر، وهم طلاب شر ومؤججو خلافات وهم شياطين في لباس بشر همهم هدم علاقات الأسر وهم «نزغ شيطان»؛ لأنهم يفتنون الناس في علاقاتهم ويبتهجون في تحطيم العلاقات وتأجيج الخلافات للأسف.
أيتها الخالات:
أيتها الچنات:
الرجل الشرقي عموما لديه نزعة استقلالية وهذه فطره الله عليها، فهو يعلم أن ابنه سينفصل عنه لأنها سنة الحياة، لأنه سيؤسس له بيتا مستقلا ويتحمل بالتالي تبعاته كلها، فهو لا يشغل باله بأمر ابنه كثيرا، أما «الابنة» فغالبا ما يرجح الأب ان ابنته وإن كانت في عصمة رجل هو مسؤول عنها إلا أنها يمكن أن تختلف معه وترجع إلى بيت أبيها والبنت كما يقولون: حبيبة أبيها!
والولد حبيب أمه، لأن آدم خلقت له حواء من ضلعه وكلها ارتباطات الأم تجد الحماية في الولد، لأنه منها والبنت تجد «أباها» هو سندها!
ولهذا طالعوا أكثر القضايا فهي دائما توتر العلاقة بين الخالة والچنة فيما يأتي التوتر أقل مع زوج البنت؟
هذه حقائق لا مجال لإنكارها وبعيدا عن التدخلات هذا لا ينقص من شأن المرأة، فالرجل دائما يفكر بعقله والمرأة تفكر بعاطفتها.
كل علماء النفس والاجتماع يؤكدون أنه لا دخان دون نار، ومن المحتمل أن تكون الخالة خصما أو العكس «الچنة» تمارس هذا الدور بموروث كيد النساء، والأمر مرده لمشاعر الخالة والچنة!
عزيزي المعرس الجديد: «أمك وزوجتك» إما حياة، كل طرف يحفظ نفسه ويحترم ذاته ويخاف الله ويقوم بواجباته، أو اختلال في العلاقة «يزهقك» فأحسن اختيار الزوجة وحاول قدر المستطاع أن تمنع الالتحام الدائم ووازن أمورك وراقب تصرفات زوجتك، وأما أمك فإنك تعرفها حق المعرفة!
إن الصفات التي يجب توافرها في الزوجة هي أن تكون ذات دين ومن أصل طيب مهذبة الطبع وليست صخابة ولا شتامة!
مشكلة الحموات والزوجات «مشكلة أزلية» تلعب فيها المشاعر دورا كبيرا إما في التقارب أو التنافر.
وهناك مشكلة كامنة عليك أيها الزوج الجديد أن تنتبه لها وهي أن الأم بالأساس تربي وتزرع ليحصد غيرها الثمرة!
وهذا شعور كامن في نفس الأم، فعليك الانتباه ولا تجعل هذا الأمر هامشيا، فكثير من الزوجات يسخرن من مشاعر الأم (الحماة) والبعض يقلن هذي شفيها ما تبي تفطمه؟!
هنا السؤال لهذه الزوجة ماذا عن مشاعرك نحو أمك؟
إنك تريدين ان تزوري امك كل يوم؟
فكيف تحاولين ابعاد زوجك عن امه؟!
أنتما الاثنان احوج ما تكونان إلى «بعض الوقت» لتحقيق الاستقلال في حياتكما وفهم طبيعة العلاقة بأسرتيكما في ظل هذه الحياة الجديدة.
وليس المطلوب هنا في حال الاختلاف طلب الطلاق، فالأولاد هم المتضرر الأكبر!
والأخوات والإخوة العقلاء هم الذين يمارسون دور الوسيط الناجح في تهدئة الأمور!
ومضة: إياكم والغيرة فهي والله المدمر الأول للعلاقات، خاصة مع البيئات المختلفة وكثرة العتب تورث البغض!
والنصيحة هنا للجميع أبعدوا الأقارب عن خلافاتكم لأنهم عقارب،
في السابق كان الإعلام يقوم بدور خطير في إفساد العلاقة بين الحموات والزوجات، إنما اليوم جاءت «نماذج شيطانية من هنا وهناك» تلعب دورا قذرا مفرقا هادما في اختلاق «الكلام الزايد» المشعلل للفتن والوقيعة ما بين الخالة والچنة.
آخر الكلام: أبعدوا «حمالات الإثم» من الأقارب تسلموا فبعض البشر شياطين بلباس الإنس للأسف وهم يستغلون هذه الهفوات الحاصلة لإحداث الطلاق وحسابهم عند الله عظيم، لأنهن ساعيات في هدم بيت مستقر وسيرد هذا في عيالهم لأن الجزاء من جنس العمل!
زبدة الحچي: أيتها الخالة، إنها الچنة، التزما الحدود وتعاملا بالحسنى واعلما ان الله رقيب على كل متجاوز وهو علّام الغيوب وما تخفي الصدور، فالزواج فطرة إنسانية تتفق مع ميول الإنسان وأشواقه وغرائزه فلا تجعلوه وتحولوه إلى نيران مستعرة!
الزواج وثمراته تنمو بروح المودة والرحمة بين الزوجين، وعلى الأسر تعلم «فن التعامل» مع الخلافات بالتواد والتراحم والتفاهم وطريق الحق واضح والاعوجاج بيّن!
تعليقات