#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب: ابنك.. «لا تتدقره»!

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 670 مشاهدات 0


الأنباء

التربية تُنمي المواهب والإبداع ولكنها أبداً لا تخلقها!

ما أحوج آباء وأمهات هالجيل إلى معرفة المهارات التربوية الخاصة بالسلوك والتحفيز بعيداً عن «التدقر»!

وبلهجتنا لا تتدقره.. أي شجعه لا تُحبطه!

في السابق، كان رجال التربية حتى في التعليم الخاص على وجه الخصوص الطالب الذي لا يستطيع أن يدفع القسط يقوم صاحب المدرسة بدفع ما عليه حتى يتسلم شهادته ويحضر أهله الحفل ولا من شاف ولا من درى!

الحال اليوم تغير في ظل تجارة التعليم، ومع الكساد الاقتصادي وتراجع (الدخل) أمام متطلبات الحياة وكثرة المصاريف صار كثير من أولياء الأمور لا يهتمون بهذا الأمر الذي سأذكره بمنتهى الصراحة، وهو عدم حضوره حفل التخرج وإن كان نجله متفوقا!

هذا تحطيم لنفسية التلميذ أو الطالب الشاب المقبل على الحياة، والحقيقة الكلمة الأكبر لأصحاب المدارس الذين للأسف لا يعنيهم هذا الأمر أبدا!

الأب أو الأم معذوران ما عندهما الآن القسط، لم نمنع تسلم الطالب شهادة وحضوره حفل التخرج؟ لم لا يكون عند المتاجر بالتعليم مبلغ مخصص لهؤلاء الآباء العاجزين عن دفع الأقساط ليحضر ابنهم الحفل؟

هناك وسائل تبني شخصية الطالب وهي ضرورية وتتركز في حضوره (حفل نجاحه أو تفوقه).. هناك أطراف مدعوة لتفعيل الحضور، منها الآباء والأمهات وهناك أدوار مطلوبة من أصحاب المدارس منها (كف المطالبة الوقتية)!

اعذروا الآباء غير القادرين وسيصلكم حقكم من الأب إذا توافر له المال.

أنا سأتحدث عن استراتيجية في السلوك الإيجابي لكل الأطراف من أولياء الأمور وإدارات المدارس وأصحابها الملاك!

من أجمل السلوكيات الإيجابية احتفالات التخرج أو التفوق، لأنها تصقل الطالب والطالبة وتعطي الأهل والأبناء إيجابية مطلوبة وهي تشجيع لطلبة العلم وإدارات المدارس!

هذه الاحتفالات تعطي الطالب طاقة إيجابية وأيضا أهله وأهل العلم والتربية والتعليم يحرصون على هذه المشاعر لأن الطالب بحاجة لها، وكذلك الإدارة المدرسية وأولياء الأمور، بمعنى أدق كل أطراف العملية التربوية!

قال الخليفة الرابع علي بن أبي طالب: لا تقسروا أولادكم على تربيتكم، فإنهم مخلوقون لزمن غير زمنكم!

٭ ومضة: أولياء أمور الطلاب والطالبات لا تهملوا أي احتفالية، واحرص على حضور ابنك لها لأنها ستساعده لأن يكون إيجابيا ناجحا متفوقا واهتم بمظهره وامدحه وبيِّن إعجابك بنجاحه وتفوقه وأنت ذاهب إلى حفلته ابتسم واضحك وأظهر فرحتك، وعلى الأب تحديدا أن يرافق ابنه في هذا اليوم ويقدم له ما يحب إن أمكن ويتواصل معه ويسايره ويثني عليه ويحفزه ولا يُحبطه ويدقره أبدا!

احرص على ملاعبته وتشجيعه واستمع إلى ملاحظات معلميه والمشرف الفني والاختصاصي الاجتماعي وناقشها معه وتجاوز عن الهفوات، ذكره فقط واحذف وراء ظهرك وركّز على السلوكيات الأساسية وغض الطرف عن الانفعال الطفولي وحاول أن يكون الاحتكاك إيجابيا قُبلة تفوق ومكافأة وكلمات تشجيع، واحرص على منحه شيئا يحبه.

قالها الشاعر:

قد ينفع الأدب الأطفال في صغرٍ

وليس ينفعهم من بعده أدب

إن الغصون إذا قوَّمتها اعتدلت

ولا يلين إذا قوَّمته الخشب

٭ آخر الكلام: حتى تعزز السلوك الإيجابي في ابنك أو ابنتك، احرص على وصف شعورك بالفرحة من إنجازهم وامدح نجاحهم وتفوقهم، وتجنب المبالغة في المدح، فالشباب اليوم واع وربما هذا يؤدي إلى نتائج عكسية!

زمن صرنا فيه نعلم كثيرا ونربي قليلا.. لهذا زادت قلة الأدب!

٭ زبدة الحچي: أجمل ما عندي من خبرة أنقلها لكم جميعا قرائي الكرام وهي ضرورة التعبير عن المشاعر مع طفلك وابنك وعيالك!

المشاعر الإيجابية بلسم للروح تحيي المشاعر الجميلة لأنها تلامس الروح، واعلم أن طفلك إنسان وبحاجة إلى سماع تطبيق عملي منك ويتمحور في كلمات تشجيع لا أكثر، يا وليدي أحبك لأنك ما شاء الله ناجح ومتفوق وأنا فخور بك ذكرتني بشبابي وطفولتي!

هذا والله كفيل بأن يُدخل في قلب ابنك أو ابنتك سعادة لا تعادلها سعادة، وفرحة وطاقة إيجابية وحافزا وكل هذا التشجيع راح يوقف كل سلوك غير إيجابي سلبي عند طفلك ولا تك معنفا وداقرا!

هذه صورة عملية مارسها مع نجلك حسب المواقف والحاجات.. وانتم أصحاب المدارس الخاصة تذكروا أن هناك شيئا نقدمه لله عز وجل (دافعة ومانعة) عن أعماركم، فالمال ليس كل شيء أمام الإنسانية والعطاء.. فهل من متعظ؟!

رؤية الكبار كرماء أسخياء وحدها تخرج الصغار لنا كرماء غير بخلاء!

في أمان الله!

تعليقات

اكتب تعليقك