#جريدة_الآن غازي العتيبي يكتب : القلب شاب والجسد شباب
زاوية الكتابكتب د. غازي العتيبي مارس 31, 2019, 12:03 ص 755 مشاهدات 0
الأنباء
في مجتمعنا عندما يكبر الرجل وينضج يصبح من حوله يعززون فقدانه للأهلية والحرية، ويقيدونه بجمل تحبط أي شخص مثل: انت ختيار، ما يصير قول للزمان ارجع يا زمان، وغيرها من الكلمات التي لا تورث سوى عقلية فقيرة من كل حياة.. حتى إنهم يتدخلون في طريقة لبسه، وكيف ينظر للأمور وكيف ينظر إلى ذاته كل يوم وحتى خياراته، وكيف يريد أن يعيش حياته، وما الذي يريد أن يفعله. أمر غريب أن نختصر الحياة في سن معينة ونبدأ بالنظر إلى أنفسنا على أننا كلما زدنا بالعمر فقدنا صلاحية أي خيار. لا يوجد شخص نستطيع القول انه عاش حياته، لأن كل يوم هو فرصة جديدة. للأسف برمجة العمر عندنا تقتضي دوما الخجل والشعور بأن القطار فات والعمر ذهب وتصورات سلبية تحبط الإنسان والعقل فتجد المسرحية المعتادة: رجل يكبر في العمر يشعر بأنه فاته الكثير لتحقيق ما يريد فيستسلم للنظرة السائدة: أنت لا تستطيع، راحت عليك! في حين أن العمر أرقام تخبرك بأنك كلما زاد الرقم زدت حياة وإشراقة وخبرة وظفها جيدا. تجد الرجل في مجتمعنا محاطا بأسس منذ أن يخط شاربه مرسومة أمامه تعيقه عن الاستمتاع بوقته وتحقيق هدفه، فعندهم لكل مرحلة زمنية قواعد ثابتة غير متغيرة ستصل للعمر الفلاني وستكون أقل نشاطا، أقل عطاء، وهذا غير منطقي وسلبي لأنه يعزز صورا ذهنية تؤكد ما يقال، فيصبح الإنسان مستعدا لذلك فيكون كذلك الخروج من المعتاد أمرا مطلوبا في الحياة مهما وصلت من عمر. إياك أن تقول: راحت علي أو تشعر بأنه لا معنى لما تفعله. تذكر أن الأرقام مجرد أرقام، قد تجعل الإنسان مرة أكثر عمرا وأخرى أقل، وذلك بحسب ما تعتقده عن ذاتك وما تقوله في صباحك وما تواظب عليه من عاداتك. للأسف في مجتمعنا، الذي توارث جيلا بعد جيل كأنه يسلم إرثا عظيما، حين يصل الرجل والمرأة عند سن معينة فلابد أن يعتزلوا الحياة ويعيشوا خارج إطارها، مجرد متفرجين، وقد يكونون متحسرين على ربيع العمر الذي لو نظرت إليه لوجدت أنه مادام النفس موجودا فالعمر ربيع على طول.
قد تجد صاحب العشرين قلبه مثقلا بالهموم ويبدو كأنه أكبر من عمره وقد تجد صاحب الستين يضخ شبابا وتألقا، إذن كيف ننظر إلى تلك المفارقة؟ الجواب أدلى به ريموند فرانسيس حين يقول:
عمري 82 سنة ولا أعاني أي أمراض ولدي شرايين قلب لشخص عمره 22 سنة، أطفال اليوم يملكون شرايين سن 22 وعمر الطفل 10 سنوات، فكم سيكون عمر شرايينه إذا أصبح 35 سنة؟
زبدة الحچي: ما دام قلبك وعقلك شبابا فجسدك أيضا شاب.
Dr_ghaziotaibi@
تعليقات