#جريدة_الآن إيمان حيدر دشتي تكتب : بإحسان
زاوية الكتابكتب الآن - القبس مارس 30, 2019, 11:37 م 678 مشاهدات 0
القبس
احتفلت الأسر قبل أيام بعيد الأم، نسبةٌ منهم أمهات وحيدات لهن أبناء من زواج لم يكتب له النجاح، بعضهن أمهات لأطفال صغار قد يكون أقصى ما تمكنوا من تقديمه لها إذا كانوا في حضانتها هي البطاقة التي يقومون بتجهيزها وتلوينها في المدرسة، وإن كانوا في حضانة الأب قد تكون مكالمة هاتفية أحياناً عبر وسيط أو لا شيء.
غالباً تنتهي علاقات الزواج في مجتمعاتنا مخلفة وراءها أطرافاً متعنتة، وكلٌ يود إثبات أنه المحق وأن الطرف الآخر هو الخاسر الذي سيندم بالنهاية. ولإثبات ذلك يستخدمون جميع الأسلحة وإلى ما لا نهاية.
وطبعاً كما في الحروب لا يمانع البعض من استخدام الأسلحة المحرمة وهي أبناؤهم. فيمارسون تشويه صورة بعضهم لبعض في عيون الأبناء، فلما يلجأ أحد الوالدين إلى الآخر لتوجيه النصح والإرشاد للأبناء لا يجد اذناً صاغية منهما، فلم يتبقَ لوالديهم رصيد من حب وتقدير، البعض يمارس سلطته في التضييق على الأم بمنعها من اصطاحب أبنائها في السفر، معتقداً أنه ينكد عليها لا على أبنائه، فيحرم أبناءه متعة السفر مثل أقرانهم.
تخلى كثير من الآباء عن رؤية أبنائهم في السابق لتعنت الأم واتخاذها مخفر الشرطة مكاناً لإثبات الرؤية، إلى أن جرى افتتاح مركز الرؤية وحل جزءا كبيرا من المشكلة.. وهنا أتذكر دار الإيواء لعل وعسى أن يتم افتتاحها.
كم من والد مقتدر ضيّق على أبنائه فحرمهم مما رزقه الله لـ«يكسر خشمها»، وإذا به يكسر نفوس بناته وأولاده، أو تحجج بأن أمهم غنية وليست بحاجة إلى مبلغ بسيط، متناسياً أن النفقة حق لأبنائه وهو ذنب يرتكبه بحق من يعول، وكم من أم اعتقدت أن يوم زفاف ابنتها هي اللحظة المثالية لتصفية حساباتها مع أهل طليقها، فهم السبب في انفصالها فنغصت على ابنتها فرحتها لتنسف كل الاعتبارات والصورة التي ترسمها تلك العروس لحياتها الجديدة أمام شريك حياتها وأهله.
إن كان قرار الزواج صعباً فقرار الطلاق كذلك، ويزداد صعوبةإن لم يكن بإحسان.
قد تنتهي علاقة الزوجية بفسخ عقد الزواج لكن الأبناء هم الرابط والمحدد الأساسي لإطار التعامل، ولقب الوالدين لا يمكن التخلص منه مثل لقب زوجين، وله تبعات ومسؤوليات شرعية وأخلاقية ومادية ومعنوية تجاه الأبناء، على الرغم من صعوبة قرار الطلاق فإن البعض يرى أنه أصبح سائغاً وشائعاً.
لهؤلاء نقول واجبكم تحمُّل تبعات قرارتكم، فليكن طلاقكم حضارياً، فلا تدمروا جيلا قادما نفسياً ولنواجه مجتمعا مفككا أسرياً واجتماعياً.
تعليقات