#جريدة_الآن صلاح الساير يكتب: العيش مع العفاريت
زاوية الكتابكتب صلاح الساير مارس 28, 2019, 11:11 م 690 مشاهدات 0
الأنباء
مثلما سكن الإنسان الجبال والسهول والغابات والوديان وغاص في البحر، فإنه أسكن معه الوحوش الأسطورية التي يختلقها من خياله.
فهناك وحوش مخيفة في الجبل ومثلها في الغابات، وفي الثلج عرف العالم الوحش (ييتي) ذا القدم الكبيرة.
وفي الخليج العربي تخوفنا من وحش البحر «بو دريا» الذي يتسلل الى السفينة ليخطف احد بحارتها الذين متى اكتشفوا وجوده في سفينتهم يأخذون بالصراخ «هاتوا السكين» حسب رواية المؤرخ سيف مرزوق الشملان أو «هاتوا الجدوم» في الرواية الإمارتية حسب د.فالح حنظل ليفر «بودريا» ويقفز الى البحر حيث يعيش.
وفي مصر يخافون من «النداهة» وهي امرأة تنادي الرجل باسمه كي تخطفه.
***
في الليل يظهر «الطنطل» وعند الظهيرة تقوم «حمارة القايلة» بخطف الأطفال، وفي الليالي المقمرة يخشى الناس «الرجل المستذئب» أو المذؤوب.
ويغلب على الوحوش والمخلوقات الأسطورية نصفها الإنساني مثل «الثور المجنح» عند الآشوريين، أما عند الفرس فنجد «المانتيكور» المتعطش للدماء.
وفي شرق آسيا يخاف الناس من وحوش «السوانغ» وهي مخلوقات مرعبة تختل للمارين ليلا وتخطفهم لتأكلهم.
وقد تهبط الوحوش الأسطورية من السماء مثل طائر «الرخ» القادر على حمل فيل بأكمله، أو «الفتخاء» أو «الجرفن» وهو طائر ضخم له جناحان في بدن أسد ورأس نسر!
***
ليس «بودريا» وحده وحش البحر، ففي التراث النرويجي يعد «الكراكن» أخطر الوحوش البحرية الذي يهاجم السفينة في عرض البحر ويلف اذرعه الأخطبوطية حولها قبل ان يسحبها معه الى الأعماق، حيث تحدثت الأساطير عن حوريات البحر أو عرائس البحر.
امرأة نصفها الأعلى بشر ونصفها الأسفل سمكة.
وقد وصفهن الدميري في كتابه «حياة الحيوان الكبرى» قال (بنات الماء سمك في بحر الروم، شبيهة بالنساء ذوات شعر.
وكلام لا يكاد يفهم، ويضحكن ويقهقهن) ويقال ان حورية البحر هي في الأصل (بقرة البحر) أو حيوان (الاطوم) شاهده غواص تعرض لضربة شمس شديدة فصعد الى ظهر السفينة يقسم انه شاهد امرأة نصفها سمكة!
تعليقات