الشهاب يتساءل لماذا كل هذه الاستجوابات؟
زاوية الكتابكتب أغسطس 16, 2007, 12:10 م 450 مشاهدات 0
مجلس التأزيم
و'التأليم'
حاولت جاهدا بكل السبل والوسائل المتاحة وفق نصوص الدستور وأيضا غير المتاحة،
معرفة ماذا يريد بعض النواب من هذا التأزيم والتأليم، نسبة الى الألم، الذي
يمارسونه من دون انقطاع حتى في الاجازة الصيفية التي نريد ونبحث فيها عن
الراحة من حنتهم وصيحتهم وهذرتهم، لا يتركنا هؤلاء النواب نستريح وكأنهم
يريدون عبثا ازعاجنا، وكأننا لا نشعر بنقص في حياتنا اليومية في هذا الصيف
سوى تصريحات النواب التي شبعنا منها، حاولت وحاولت الوصول الى حقيقة ما يريد
هؤلاء النواب الذين جاءت بهم الاقدار الى مجلس الامة من التهديد بالاستجوابات
بعد ان صار كل نائب من نواب المزايدات متخصصا بوزير من الوزراء ومهددا له
بالاستجواب بين وقت وآخر وكأنه لم يبق من دور للنائب سوى الاستجواب.
كل هذه الاستجوابات، ولنكن مبحبحين شوية، معظم هذه الاستجوابات تأتي وللأسف
لأمور شخصية بحقه، كأن يأخذ النائب موقفا شخصيا ضد الوزير على امر تافه، او
معاملة لم يوقعها الوزير وبالتالي يبدأ التهديد بالاستجواب ويبدأ معه التأزيم
وتنطلق التصريحات لإشغال الشارع العام به وكسب الاضواء من خلاله وهي اضواء لا
تودي ولا تجيب، لأن المواطن صار يدرك جيدا طبيعة كل استجواب واهدافه وغايات
كل نائب وماذا يريد من الوزير.
لا اريد الدفاع عن اي وزير، واعتقد جازما ان كل واحد قادر على الدفاع ما دام
في طريق الحق والعدل والانصاف، لكنني وبقية الناخبين بدأنا نشعر ان هذه
البرلبسة بالاستجوابات اصبحت عبادة لا عادة وحقا دستوريا للنائب بعد ان اضاع
هؤلاء مفهوم الاستجواب الحقيقي ومقاصده وغاياته النبيلة التي تهدف الى وضع
اليد على الخلل في اداء الوزير وجعلوه سلعة للمساومة الرخيصة وللأسف.
الوزير او النائب هما بشر من لحم ودم، كل منهما يقع بالخطأ ولا احد معصوم منه
واذا كانت هناك معالجة او رأي للنائب على اداء اي وزير فإن هناك طرقا سالكة
للمعالجة الهادئة بعيدا عن الضوضاء والصخب الاعلامي الذي يطنطن فيه هؤلاء
النواب على امتداد سنوات وجودهم في المجلس، وفي المقابل ايضا فإن من حق
الوزير ان يفضح النائب اذا كان يرى ان موقفه هو الصحيح وان كل ما يسعى له
النائب من الاستجواب هو انعكاس لمعاملات غير قانونية، رفضت في اوقات سابقة
وبذلك يعرف الناخب حقيقة الاستجواب ومقاصده.
المطالبة البايخة التي جاءت من بعض النواب بزيادة رواتبهم، تدفعنا كناخبين
الى تقديم استجوابات للنواب بالدواوين، لأننا لا نملك مقومات الجلوس على
مقاعدهم النيابية، لمعرفة اسباب هذه المطالبة وهذا الاستغلال للمنصب الذي
يريدون من ورائه ضمان مستقبلهم بعد الخروج من المجلس، اي زيادة يريدونها
هؤلاء وابواب الواسطات مشرعة لهم، واي امتيازات يريدونها عن الناخبين الذين
لولا اصواتهم لما حلم واحدهم بالوصول الى المجلس، اتقوا الله يا نواب الامة
في الكويت وفينا، واريحونا من استجواباتكم، لأننا اصبحنا نقرأ كل ما بين
السطور في اهدافكم، فلا تبيعوا الماء في حارة السقايين.
***
نغزة
كثرة الاستجوابات في هذا المجلس صارت اكثر من القوانين التي اقرها حتى بدأنا
كناخبين التفكير باقتراح بتسمية هذا المجلس، مجلس الاستجوابات بدلا من مجلس
الامة، لأن بعض النواب فيه لا يمثلون الامة الا بالاسم، واما غير ذلك فلا شيء
سوى مصالحهم، طال عمرك.
يوسف الشهاب
القبس
تعليقات