البغلي يكتب عن الاتجار بالبشر

زاوية الكتاب

كتب 474 مشاهدات 0


امال محترقة هذه قصة حقيقية حدثت في الكويت في الايام الماضية ترد ردا مدويا على المتباكين على التجني على الكويت في مواضيع حقوق الانسان والتعامل مع العمالة الوافدة والاتجار بالبشر، فهذا ما يحدث بين ظهراني اهل الكويت اهل الخير والورع والتقوى - كما يحبون ان يلقبوا انفسهم - ! الطباخ الهندي لدى العائلة، وهو طباخ ينضم لإحدى حملات الحج سنويا لأجل الثواب والتقرب إلى الله تعالى، يعرف سيدة العائلة بشاب هندي يتشابه معه الى حد التطابق مع الفرق بالسن! شاب حليق نظيف الهندام مبتسم، والاب تملأ وجهه السعادة والزهو يقدم للسيدة ابنه الذي قدم للكويت بعد جهد جهيد وعثر له على وظيفة 'صبي' لدى احدى العوائل في الكويت، لم يمض على قدوم الابن السعيد ايام، الا والمشاكل بدأت تظهر على سحنة الوالد التي رجعت للتجهم مرة اخرى، فرب العائلة لا يتعامل تعاملا انسانيا مع ابنه بل انه ضربه ضربا مبرحا عدة مرات، السبب عدم 'فهامية' الولد لأوامر رب العائلة التي يصدرها له بالعربية لأنه - اي الاخير - لا يفهم غيرها والصبي الهندي لا يفهم العربية، فيخطئ في التنفيذ، فيضربه رب العائلة ظنا منه انه يعاند ويتعمد الخطأ! ويا له من سوء تفاهم يحدث آلاف المرات في هذا الوطن، استمر سوء المعاملة فينصح الاب ابنه بالتوجه الى مكتب استقدام الخدم، للبحث له عن رب عمل آخر، وهذا الامر يغضب رب العائلة بشكل هستيري، فيذهب إلى مكتب الخدم لاسترجاع الخادم او (العبد) الذي اشتراه لا فرق، فما سيفعله به كان الناس يقومون به مع عبيدهم منذ قرون! يحبسه في غرفة مغلقة ويقيده ويحمي مكواة حديدية، يكوي بها عدة اجزاء من جسمه عقابا له على مروقه وهروبه من سيده او مالكه! وكأنه يسمه كما يسم ملاك الماشية ماشيتهم خوفا من ضياعها، وكما كان ملاك العبيد يسمون عبيدهم اثباتا لملكيتهم وعبوديتهم للابد لهم! العبد المارق المكتوي او المحترق (لا فرق) يسجن في الغرفة المغلقة عدة ايام، ثم يتدبر وسيلة للهروب الى ابيه، الذي يتوسل لأحد المحامين مساعدته للشكوى ضد نخاس القرن ال ،21 وتتدخل الجمعية الكويتية لحقوق الانسان، فتسجل قضية ضد الجاني، ولكن وآه من لكن.. يقول المحقق ان الولد قد سجلت ضده قضية تغيب من قبل 'مالكه' او رب عمله لا فرق! وذلك عملا بمقولة 'ضربني وبكى وسبقني واشتكى'! تساعد النخاس في هذا الامر قوانيننا الجائرة التي تشرف على تنفيذها وزارة الداخلية بصرامة ودقة! وهنا نوجه سؤالا وطلبا لمعالي وزير الداخلية بالوكالة الشيخ صباح الخالد، وهو شخص مبتلى بسجل الكويت الاسود بحقوق الانسان بسبب امثال هذه القضايا. ماذا تتوقعون معاليكم من شخص يضرب ويحرق في احد المنازل؟ هل يبقى فيه لنيل المزيد من العذاب والهوان حتى لا تسجل عليه قضية تغيب؟ واين الملاذ الآمن الذي وعدتم الهيئات العالمية لحقوق الانسان بإقامته لإيواء مثل تلك الحالات؟! اسئلة كثيرة ومعلومات لا تحصى بمثل تلك القضايا التي لا تجد اي اهتمام لدى اجهزتنا الحكومية ولا الناشطين الاصوليين الذين يحضوننا على مكارم الاخلاق ليلا ونهارا، لأنها لا تنضوي تحت مفهوم مكارم الاخلاق حسب تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم التي توصي باستخدام العصا للعبد المارق! .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. علي أحمد البغلي
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك