نواف الفزيع ينصح أسيل بقراءة صحيح البخاري ومسلم وتفسير ابن كثير إن كانت تريد أن تفتي في الدين، ومحاضر المجلس ودراسات عثمان عبدالملك وفتحي سرور والطبطبائي إن كانت ستتكلم في الدستور

 

مداولة 
 المحامي نواف سليمان الفزيع 
 
 
 
 هذولا 

استمعت وعبر اليوتيوب لحديث دكتورة أسيل النائب القادمة والذي أثار الضجة عليها ايام الانتخابات.

طبعاً الفريقان المتضادان (الإسلامي والليبرالي) تبنوا حججاً تخدم مواقف مرشحيهم ولم يسقطا أي تحليل موضوعي على الحديث يحللان من خلالها حضور الدكتورة وقدرتها على توصيل أفكارها والتعبير عن نفسها.

لم أحب أن أعلق على أي من المرشحين أيام الانتخابات حتى لا نمارس أي دور ولو كان بسيطاً على قناعات الناخبين وآرائهم فيمن سيختارونه، أحببنا أن نكون على الحياد (قدر الإمكان) وبالنهاية نحن حريصون على أن يصل من يريده الناس دون أي تأثير ومن سيصل بالنهاية سنحترم فيه رغبة الناس الذين اختاروه وإن كنا سنملك الحق في انتقاده على أي أمر له علاقة بحيز تمثيله السياسي وباعتباره الآن شخصية عامة نقدها على أدائها حق مباح وتفرضه المصلحة العامة.

عودة لحديث أسيل وما همني هو تساؤل عن كلمة (اللي قالّه) و«قالّه» وهل ترجع على الرسول صلى الله عليه وسلم (خل يلبسون هذولا) و«هذولا» أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم (أمهات المؤمنين وزوجات النبي) وهي تعتقد أن أمهات المؤمنين غير وزوجات النبي غير؟

لست معنياً بالرأي الفقهي لأنني لا أملك في الفقه أن أتحدث فيه للرد على ما أثارته الدكتورة وإن كنت أتعجب كيف تفتي في أمور الحجاب في حديثها وتفسر آية الحجاب وتقرر أنها نزلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقط ولا تعلم أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين ولكني تعجبت من القصور في قدرة الدكتورة على التعبير.

(هذولا)! هل هذه صيغة إشارة يليق استخدامها في الحديث عن أمهات المؤمنين؟

مثقفو أمريكا ممن التقيناهم أو قرأنا لهم كانوا يتندرون على ضحالة ثقافة (جورج بوش الابن) وقدراته التعبيرية الركيكة التي أوقعته في مصائب كمثل ما حصل بعد أحداث 9/11 وتوعد بوش الابن بن لان بـ(Crusade) أو (حملة صليبية) جديدة طبعاً (Crusade) كلمة تستخدم بغير دقة سياسية للعامة من الناس لكن العالمين الإسلامي والعربي وبعض مثقفي أمريكا وجدوا أن الكلمة لا تصح سياسياً في سياق حديث لرئيس أمريكي.

أمريكا بأوساطها المعتدلة المثقفة رأت في بوش الابن ضحالة ثقافية وعروض الليل المتأخرة في شبكات التلفزة الأمريكية كـ(Gay Leno) و(Saturday night show) وغيرها وجدت في لغة بوش الضحلة وثقافته الأضحل مادة للتنكيت والسخرية على مدار سنوات حكم الرئيس السابق، ترى ماذا كانت ستقول عن من استخدمت كلمة «هذولا»؟

عموماً في اختلاط لابأس به مع نواب مجلس الأمة نادراً ما وجدت ثقافة حقيقية ولهذا أختنا أسيل لن تكون استثناء ولكن ما أحزنني أكثر أن في عهد الستينات وفي بدايات مجلس الأمة وفي عهد كانت الشهادات أقل حضوراً في قبة البرلمان، كانت مداخلات النواب محاضرات في اللغة والسياسة والتاريخ على حسب ما قرأناه في المحاضر آنذاك.

أخت أسيل حاولي أن تقرأي قليلاً، اقرأي صحيح البخاري ومسلم (وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحجاب والذي روته أسماء بنت أبي بكر) وتفسير ابن كثير إن كنت تريدين أن تفتي في الدين، واقرأي محاضر مجلس الأمة ودراسات عثمان عبدالملك وفتحي سرور والطبطبائي إن كنت ستتكلمين في الدستور، اقرئي (الأحكام السلطانية) و(مقدمة ابن خلدون) ومذكرات تشرشل وهنري كيسنجر وكتاب فريد زكريا (رئيس تحرير مجلة نيوزويك الأمريكية) الشهير عن التطور السياسي والدستوري لأمريكا، تريدين التعمق أكثر؟ اقرأي لفولتير ولبرتراند راسل وجان جاك روسو، ابحثي عن شخص اسمه فوكوياما الذي كتب عن نهاية التاريخ، لأن نهاية التاريخ عندي ابتدأت منذ ابتدأ عهد (هذولا) في الكويت.

*ملاحظة: عزيزي النائب «محمد هايف» نعمة الحكومة التي جاءتها من السماء، نائب الأمة لا يملك ولاية عامة فالولاية العامة تعني أن تكون للشخص سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية كمثل ما يملكه الحاكم الآن أو أمير المؤمنين آنذاك، حديثك عن عدم جواز دخول المرأة البرلمان لأنها ولاية عامة حديث قاصر في تفسير معنى الولاية كحديث (هذولا).