#جريدة_الآن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح : مطالبون بمعالجة مواطن القصور في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا
عربي و دوليالآن - كونا مارس 22, 2019, 2:05 م 476 مشاهدات 0
الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يترأس وفد الكويت في الاجتماع الطارئ مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على المستوى الوزاري
دعا الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى معالجة مواطن القصور في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وإيصال رسالة الدين الإسلامي الحنيف وترسيخ قيمه النبيلة.
جاء ذلك في كلمة للشيخ صباح الخالد في الاجتماع الطارئ مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على المستوى الوزاري لمناقشة تداعيات الهجوم الإرهابي المزدوج الذي استهدف المصلين في مسجدي نيوزيلندا والذي تنعقد أعماله اليوم الجمعة في مدينة اسطنبول.
وشدد الشيخ صباح الخالد في كلمته على ضرورة أن تترجم تطلعات دول المنظمة من مادة مقروءة إلى أفعال ملموسة "وهو الأمر الذي يدفعنا جميعا إلى تعزيز التضامن والتضافر للتصدي لظاهرة الإرهاب البغيضة عبر بوابة الحوار مع المجتمعات الأخرى وتعزيز مبدأ الاعتدال والحوار وقبول الاخر لنبذ التطرف والتعصب الديني والتشدد".
وفيما يلي نص الكلمة: "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
يقول المولى عز وجل في محكم كتابه (لا ينهاكم الله عنِ الذين لم يقاتلوكم فِي الدينِ ولم يخرِجوكم من دياركم أَن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) صدق الله العظيم. (سورة الممتحنة) معالي جاويش أوغلو وزير خارجية جمهورية تركيا الصديقة معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نجتمع اليوم وبدعوة مقدرة من جمهورية تركيا الصديقة على إثر الحادث الإرهابي الشائن على مسجدي النور ولينوود في نيوزيلندا لإرسال رسالة تعاضد ومواساة من الأمة الإسلامية لأسر الشهداء والجرحى وكافة الشعب النيوزيلندي الصديق جراء هذا العمل البغيض داعين المولى العلي القدير أن يتغمد ارواح الشهداء بوافر رحمته وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل ولا يفوتني أن أعرب عن بالغ التقدير لجهود نيوزيلندا الصديقة وإجراءاتها التي عكست تسامحا غير مسبوق وتعاملا حضاريا مع الكارثة المفجعة والتي أسهمت بشكل واضح في التخفيف من آلام المسلمين هناك وفي شتى بقاع الأرض.
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود إن ظاهرة الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية والتمييز والعنف تعد من أخطر الآفات التي تستهدف المجتمعات الآمنة وقد حذرت الدول الأعضاء في أكثر من مناسبة من تنامي هذه الآفة وضرورة مجابهتها تحقيقا للأمن والسلم والوئام بين شعوب العالم وعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد أشير في البيان الختامي للقمة الإسلامية الثالثة عشرة التي عقدت في اسطنبول ابريل 2016 وفي القرارات الصادرة عن الاجتماع الوزاري للدورة السادسة والأربعين المنعقدة بداية الشهر الحالي في أبوظبي كذلك ما صدر من الأمم المتحدة ومختلف هيئاتها ومنها مجلس حقوق الإنسان من قرارات واعلانات تتضمن كلها أهمية مكافحة الإسلاموفوبيا والقضاء على الكراهية والتحامل على الإسلام والدعوة إلى الاعتدال والتسامح لهي كلها تدفعنا جميعا إلى التعاضد لتنفيذ مضامين ما تم إصداره تحقيقا لما نصبوا إليه جميعا من مواجهة لتلك الظاهرة والسعي حثيثا لإظهار صورة ديننا الحنيف الداعي إلى السلم والامن وتقبل الآخر.
إذ كنا قد ساهمنا في إنجاح التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وتوفير الدعم والمساندة له واستمر في دوره بمحاربة التنظيمات الإرهابية فإننا اليوم وفي ضوء هذا العمل الإرهابي الشنيع وغيره من الأعمال الإرهابية المشابهة في عدة بقاع من الأرض والتي أدمت قلوب المسلمين مطالبون في التفكير الجدي بتفعيل آلياتنا العديدة الهادفة للتصدي للتطرف ومواجهة رفض قبول الآخر كاستحقاق يعد ترسيخا لمبادئ شريعتنا السمحاء وتكريسا لقيمها الخيرة.
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود إن احتدام التطورات التي يشهدها العالم تحمل في جنباتها العديد من السمات السلبية لاسيما الإرهاب والتي تشكل هاجسا كبيرا وتحديا حقيقيا لجميع دول العالم وما عكسه هذا الهجوم الإرهابي يؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا وطن وان العالم الإسلامي لطالما عانى من آثار الفهم الخاطئ لمبادئ وقيم ديننا الحنيف وما يمثله ذلك من تبعات سلبية شكلت أيديولوجية في بعض مناطق العالم مفهومها الإسلاموفوبيا والتي ولدت حالة من الكراهية والتعصب الديني والتفرقة بين الشعوب أصبحت وللأسف نتائجها تطفو على السطح من خلال ممارسات عدوانية ضد الإسلام والمسلمين وازدياد أعمال العنف والكراهية وصولا لاستخدام الأسلحة وقتل المسلمين الأبرياء ناقضين بذلك جميع القيم والمبادئ التي تهدف إلى احترام حقوق الإنسان والتي من أبرزها حرية المعتقدات واحترام تعدد الأديان.
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود ومن منطلق حرص دولة الكويت على نبذ الإرهاب والتطرف وإثر هذا العمل الإرهابي المؤلم فقد بادرت من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا الصديقة على استصدار بيان صحفي من المجلس لإدانته والدعوة إلى أهمية مواجهة تلك الأعمال الإرهابية.
كما أود أن أؤكد أننا كدول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مطالبون جميعا في معالجة مواطن القصور نحو التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وإيصال رسالة الدين الإسلامي الحنيف وترسيخ قيمه النبيلة وإرساء مبادئ الأمن والسلم وفق آلية لمتابعة تنفيذ كل القرارات الصادرة بهذا الصدد لضمان أن تترجم تطلعاتنا من مادة مقروءة إلى أفعال ملموسة وهو الأمر الذي يدفعنا جميعا إلى تعزيز التضامن والتضافر للتصدي لظاهرة الإرهاب البغيضة عبر بوابة الحوار مع المجتمعات الأخرى وتعزيز مبدأ الاعتدال والحوار وقبول الاخر لنبذ التطرف والتعصب الديني والتشدد.
وفي الختام اجدد تقديرنا للجهود التي تقوم بها حكومة نيوزيلندا باحتواء الآثار السلبية لهذا العمل الإرهابي المؤلم وضمان عدم تكراره داعين المولى عز وجل أن يمن بالخير والأمن والسلام على شعوب العالم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ويرأس الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وفد الكويت المشارك في هذا الاجتماع الطارئ.
ويضم الوفد كلا من مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وسفير الكويت لدى الجمهورية التركية غسان الزواوي والوزير المفوض مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ناصر عبدالله الهين وقنصل عام الكويت في اسطنبول محمد المحمد وقنصل عام الكويت في جدة والمندوب الدائم للكويت لدى منظمة التعاون الإسلامي وائل العنزي وعددا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
تعليقات