#جريدة_الآن عادل نايف المزعل يكتب: ما يسمى بعيد الأم!
زاوية الكتابكتب عادل المزعل مارس 20, 2019, 11:03 م 644 مشاهدات 0
الأنباء:
يحتفل العالم أجمع في الحادي والعشرين من شهر مارس بما أسموه «عيد الأسرة» ولا يوجد في الإسلام أعياد غير عيدي الفطر والأضحى، أما هذا الاحتفال فهو تقليد غربي نقلناه منهم وأصبحنا نحتفل به في مدارسنا ووسائل إعلامنا وليس تكريم الأم باحتفال نقول فيه الخطب أو نقدم لها هدية في يوم أو ساعة، فديننا الإسلامي خير من ذلك كله لو أننا تربينا على مائدته حيث يأمرك في كل لحظة أن تدخل السرور والفرح إلى نفسيهما فالبر اسم جامع للخير ولن يستطيع الأبناء مجازاة الوالدين على ما عملاه لهم منذ نعومة أظفارهم حتى أصبحوا رجالا أو نساء يعتمدون على أنفسهم، فالأم حملتك في بطنها تسعة اشهر عانت من الآلام الكثير فإذا جاءها المخاض شاهدت الموت فتارة تنجو وتارة تموت، قال تعالى: (حملته أمه كرها ووضعته كرها)، ثم تقوم بإرضاعه حولين كاملين قال تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه) فلماذا أوصى الله تعالى الإنسان بوالديه ولم يوص بالعكس؟ ذلك لأن الوالدين لا يحتاجان لتوصية لأبنائهما لكن الأبناء يحتاجون إلى هذه التوصية والعناية والمحافظة على سرور والديهما، قال تعالى: (إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما).
فإذا وصل الوالدان أو أحدهما إلى الكبر واصبحا ضعيفين وعاجزين وصارا عندك في آخر العمر كما كنت عندهما في أوله وجب عليك ان تشفق عليهما وتتلطف بهما وتعاملهما معاملة حسنة تقديرا لهما ولا تتأفف من شيء تشاهده من أحدهما أو منهما مما يتأذى به الناس ولكن لابد أن تصبر على ذلك كما صبرا عليك في صغرك.
عن أبي عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله بكل رحمة حجا مبرورا قالوا وان نظر كل يوم مائة مرة؟ قال نعم الله اكبر وأطيب».
إن بر الوالدين ليس مقصورا على حياتهما فقط ولكن باستطاعة المسلم ان يقوم ببر والديه بعد موتهما كقضاء الدين عنهما والدعاء لهما وتنفيذ وصيتهما والصدقة عنهما وقضاء النذر عنهما ولابد أن يتعلم الأبناء بر الوالدين في حياتهما بألا ينادي الولد والده او والدته باسمهما وألا يجلس قبل أبيه أو والدته وألا يدخل من الباب قبل والديه وألا يرفع صوته بحضرة أحدهما، ولا يخطئه بحديث.
ومن المشاهد المؤلمة أن نرى في ساحة المستوصفات أو المستشفيات الذي يصطحب الأم أو الأب هو السائق أو الخادمة، وهذا الكلام ليس للكل، ولكن هذه المشاهد نراها كثيرا، فتعسا لهذه الرعاية، وتعسا لهؤلاء الأبناء، فعقوق الوالدين عقوبته يعجلها الله للعبد في الدنيا قبل الآخرة.
بر الآباء والأمهات هو الدرس الأول الذي يجب أن يتعلمه كل طفل في بيته، وعن رفاعة بن اياس قال: رأيت الحارث العكلي في جنازة أمه يبكي كثيرا فقيل له لماذا تبكي هكذا؟ قال: ولم لا أبكي وقد أغلق عني باب من أبواب الجنة. اللهم اجعلنا من البارين بوالدينا واجمعنا معهما في جنة الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، اللهم آمين.
تعليقات