#جريدة_الآن غنيم الزغبي يكتب: كيف يلعبُ بالإنسانِ إنسانٌ؟!
زاوية الكتابكتب غنيم الزغبي مارس 17, 2019, 11:07 م 702 مشاهدات 0
الأنباء:
1 ـ يركبونهم باص حمولة 40 نفرا ويأخذونهم جماعة باتجاه قصر العدل في رحلة صامتة حزينة لا ينبسون ببنت شفة لكن عيونهم تصرخ آه وآه من قهر الرجال للرجال.عندما يصلون لمواقف قصر العدل يترجلون من الباص بخطى متباطئة وثقيلة كأنهم يجرون كرات الأثقال الحديدية في أقدامهم. داخل قصر العدل يصطفون في طابور الطابعين لطباعة كتب تحوي تعهدا وإقرارا (ظلما وجورا وبهتانا) أنهم تسلموا كامل حقوقهم ونهاية خدمتهم التي تصل في بعض الأحيان إلى مبلغ ألف دينار من شركتهم السابقة، وهو أمر لم يحصل بتاتا لكنه شرط الشركة الوحيد للتنازل عنهم للشركة الجديدة التي فازت بالعقد الجديد. يأخذون ذلك التعهد يحملونه بأيديهم في ورقة قد لا يزيد وزنها على غرام واحد لكنها تزن 50 كيلوغراما على قلوبهم وهم ينقلونها لمكتب الموثق. فهذه الألف دينار هي عرقهم وتعبهم وغربتهم ودم قلبهم لأكثر من ثلاث سنوات لكنه الظلم قاتل الله الظلم والظالمين.
2 ـ بعض من يتقدمون الصفوف يصطحبون معهم 14 شابا ومواطنا صاحب حاجة إلى إحدى الوزارات لمقابلة أحد المسؤولين فيها لقضاء حاجاتهم وتوقيع معاملاتهم وكلهم فرحون بهذا الموكب الذي يتقدمه عنترة بن شداد فارس زمانه والذي سيلبي كل طلباتهم بشخطة قلم من المسؤول الفلاني، لكن الذي لا يعلمه هؤلاء المساكين أن هذا الـ «عنترة» في طريقه للوزارة بسيارته يتصل على ذلك المسؤول ويقول له: «شوف بوفلان ترى جايك معي 14 واحد اللي أبيك تخلصهم 4 هم فلان وفلان وفلان وفلان، هذولا معاملتهم تمشي يعني تمشي والباقي أنا وياك التمثيلية اللي خبرك ترى راح أعصب عليك وراح أطق المكتب بيدي ومعلش تحملني، احتمال أقط كلمة وسع صدرك، بس بالنهاية إذا مالك خلق تمشيهم قلعتهم» انتهى كلام هذا الثعلب المكار.
نقطة أخيرة: أحمد الله أنه امتد بي العمر لأكثر من 52 سنة خلالها شاهدت بعيني ولم يحدثني أحد عن عواقب الظلم على الظالم في صحته وفي رزقه، وأحيانا في أطفاله، فلا تفرح بظلم أحد، فالحساب محفوظ وقد يرجع عليك زائدا. وكذلك الذي يخدع الناس طال به الأمد أو قصر فسيكشف الناس خداعه وألاعيبه ولن يثقوا به مرة أخرى.
تعليقات