#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب: الدروس الخصوصية وهمّ الامتحانات!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن مارس 6, 2019, 11:02 م 709 مشاهدات 0
الأنباء:
من الأمور التي تشغل بال الأمهات والآباء.. الامتحانات!
كما ان هذه الامتحانات تشغل بال المربين والإدارات المدرسية والمجتمع برمته!
في المجتمعات المتقدمة الامتحانات مقياس للترقي العلمي والمعرفي، واحنا مازلنا في «حفظ أصم» لا يجدي ولا يفيد إلا النذر! أي القليل منه!
التعليم إذا لم تكن محصلته مثل اليابان والدول المتقدمة الأخرى فـ(لا خيرة الله فيه)!
الدول المتقدمة جعلته يحدث التغيير في سلوك الإنسان وتجعله يكيف استجاباته لتناسب المواقف الحياتية المختلفة، وينمي قدرة الإنسان العقلية، ويهذب سلوكه ويرقى بمهارته وإنتاجيته!
نحن «أمة» بحاجة الى إنسان مستقبلي من نوع جديد قادر على مواجهة التغيير والتعامل مع المجهول والأفراد والجماعات.
ألقوا يا رجال التربية والتعليم «رهبة» الامتحانات عن كاهل الطالب والتلميذ والدارس أولا ثم أسرته.
نريد تعليما «نوعيا» وليس«حفظا».
قلة هم الذين يفهمون فلسفة التعليم في بلداننا العربية ومنها الكويت وغيرها من الدول، «فنحن» مازلنا في ذيل قائمة الدول المتخلفة تعليميا للأسف!
الكويت بعد الاستقلال قفزت قفزة نوعية جعلتها في مصاف الدول المتقدمة حينذاك بدءا من الرياض الى التعليم الجامعي والنوعي (التطبيقي)، واليوم للأسف في زمن «الشهادات المزورة» ونوعية القيادات وكل مخرجات الكليات والجامعات تراجعنا لأن نظمنا ظلت على «طمامة المرحوم» ولم نجار التحديث الذي حصل لدول العالم المتحضر!
اليوم يا سادة نحن بحاجة ماسة الى من يفهم متطلباتنا من التعليم ويترجمها الى مناهج وخطط، وفهم لقدرات وميول واتجاهات وأولويات تهم «الشباب» والمتعلمين من خلال تعليم يقدم المعلومات، ويستدعي الحقائق ويرتب الأفكار ويحدد العلاقات، ويفهم الأسئلة المفيدة، وليس كل هذا الكم من الكتب والمذكرات التي تباع في البقالات، وتضع إعلاناتها من «سماسرة التعليم» الطارئين دون رقيب ولا حسيب!
أين دور وزارة التربية والتعليم العالي امام هذا الكم من الدروس الخصوصية، فالآباء والأمهات اليوم يعانون من «التزام جديد اسمه المعلم خارج الدوام» اي كل اسرة تأخذ الأبناء بعد المدرسة (لمدرس أو مدرسة) يجمع الطلبة ويعطيهم درسا خصوصيا حسب التسعيرة.
أين الدولة من هذا العبث؟
لقد قدمت جمعية المعلمين خطوة ناجحة في تخصيص مبان تقدم مثل «الدراسات» لكل مستويات التعليم في صفوف وبإدارة واعية ورسوم بسيطة وهي «بديل» ناجح عن هذه الدروس التي يقوم بها أناس لا نعلم هل هم حاصلون على شهادة ام يلعبون بالخبرة؟
نحن بحاجة الى «ثورة مجتمعية» على الدروس الخصوصية التي نقلت لنا من الدول العربية، وهنا على الأقل نتذكر بعرفان كبير دور «المعلم الفلسطيني» الذي كان يقوم بواجبه في المدرسة ومع تلاميذه وطلابه دون هذه «البلوى المستجدة علينا»؟
بدأت الامتحانات وحتى نهاية شهر مايو وسيظل الآباء والأمهات في «حالة كسيفة» أي صعبة وهم يدفعون أموالا طائلة لما يسمى «غول الدروس الخصوصية والمذكرات»؟
أرجو ان يلتفت اخواني في جمعية المعلمين الى أهمية الدور الذي يمثلونه لما لهم من ثقل شعبي متحرر من القيود الحكومية لمناقشة ملف التعليم، والمشاركة في المنهج الدراسي، ورصد اهتمامات الطلبة وتحديد أهدافنا من هذه الحياة المعاصرة، والاستفادة من «الخبراء» وهم بالآلاف عندنا من عيال الكويت (مدرسين ـ وكلاء ـ نظار ـ موجهين) خبرات لا حصر لها، لتحديد فلسفة مجتمعنا الذي نريده ونضع سيكولوجية التعليم المنتظر!
جمعية المعلمين بما لديها من خبرات قادرة على حسم محتوى المنهج وطرق التدريس ووسائل التعليم وإشراك المعلم وبيان دوره وعلاقته بالمنهج والطالب وأيضا علاقة الطالب بالمدرس والمناهج الدراسية.
٭ ومضة: ما أحوج أولياء الأمور في الكويت الى تخصيص قناة تقدم بثا وتدريسا وتوعية لطلابنا لاختيار الطريقة المناسبة للمذاكرة والمراجعة، ولدينا رجال ونساء يملكون الخبرة، فقط يريدون قرارا بهذا الأمر حتى تفعل القناة وتبث الأسئلة والأجوبة النموذجية.
٭ آخر الكلام: على جمعيات النفع العام في المجتمع المدني تفعيل أدوارها كل منها في تخصصه في مناقشة هذا الأمر.. تعبوا أولياء الأمور من الدفع للدروس الخصوصية والمذاكرات.. فمن يتحرك؟
٭ زبدة الحچي: يا وزير التربية ويا رجال التعليم ما أحوجنا في هذه المرحلة لاستثمار الوقت وتنظيمه للأسر والعائلات المنهكة بتعليم أبنائها بما يسمى الآن «المذاكرة»؟
وحتى نصحو من «نومة أهل الكهف» أرجو أن نستغل على وجه السرعة احدى قنوات وزارة الإعلام ولتكن «القرين» لتخصيصها في أوقات معينة لطرح نصوص ومضمون عن نوعية الأسئلة والإجابات النموذجية لمساعدة الناس في تخطي مرحلة الامتحانات بعيدا عن «جشع غير المدرسين الذين يمارسون دور المعلم للأسف»!.. جشع أسعار رهيبة للدرس الواحد والمذكرة!
أعطوا الإدارات المدرسية «فرصة» لتقديم دروس جماعية في الفصول بأجور معقولة بدل هذا الدائر الآن يطحن جيوب الآباء والأمهات! ما أحوجنا الى تعليم يبدأ بالتنظيم ويعنى الآن بالآليات ومصادر وأنواع المعرفة المطلوبة لطلابنا وتلاميذنا في عصر الألفية الثالثة!
ما أطرحه اليوم لتسيير التعليم إنما هو خطوة للاستفادة من الأجهزة الإعلامية والتربوية، وتجنيب أولياء الأمور مشاعر المهانة من «الدرس الخصوصي والمذاكرات» التي تباع اليوم بأسعار فلكية!
يا رجال التعليم هذا جرس إنذار لكم للبدء في مناقشة «طامة كبرى» ابتلينا بها اسمها «الدروس الخصوصية» أصحابها بكل جرأة ودون خوف يضعون أرقام تلفوناتهم وربما كثير منهم (معلم) في مدارسنا وقد تبلد إحساس الكثير منهم بعد ان تحولوا الى آلة بشرية تجني المال من جيوب المتكالبين على «الدرس الخصوصي» الذي تحول الى ضرورة وهو في حقيقته بلوى البلاوي في ظل غياب «من أمن العقوبة أساء الأدب»!
إن مواجهة الواقع بمنتهى الصراحة ضرورة خاصة ان التعليم جسرنا للتنمية المستدامة.. فماذا نحن فاعلون؟
تعليقات