#جريدة_الآن محمد الوشيحي يكتب عن التحول من خليك في ورقتك لـ خليك في بلدك

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 836 مشاهدات 0


الجريدة:

جملة كان يصرخ بها أساتذتنا المصريون في أيام اختبارات الدراسة، في وجه من يحاول الاستعانة بصديق أو مساعدة صديق: "مالكش دعوى في غيرك، خليك في ورقتك".

كنت أعتقد أن هذا الأمر يقتصر على الطفولة والمراحل الدراسية، لكن بعد أن تراكمت السنون عليّ، عرفت أن الـ"خليك في ورقتك" أصبح منهج حياة بالنسبة للعربان، أو تحديداً للخليجيين. فما إن تناقش موضوعاً في بلد عربي آخر، حتى تنطلق في وجهك صرخات البعض: "خليك في ورقتك"، أو "خليك في بلدك"، واترك البلدان الأخرى عنك.

هي روح العبودية تلبست هؤلاء التلاميذ الصغار ولازمتهم إلى بقية مراحل العمر، لكنهم لا يعرفون أن ما يفعلونه وما يقولونه كان بدافع روح العبودية هذه. لا، هم يظنون أن هذا هو الأمر الطبيعي والمنطقي.

حتى لو أنك شرحت لهم أن أحداً من الناس، في أوروبا وأميركا وأستراليا وبقية بقاع الأرض، إن تحدث عن شأن بلد آخر وجئت إليه أنت وقلت: "خليك في بلدك" لن يسعفه عقله لفهم مقصدك وماذا تريد منه. باعتبار أن مناقشة الأوضاع في البلدان الأخرى حق طبيعي يتناوله الطفل هناك في "رضّاعته" مع السيريلاك وهو متمدد في حجر أمه، ولا يمكن منازعته عليه.

على أن الحديث في منطقتنا عن بلدك أو عن البلدان العربية الأخرى يقود إلى منطقة محاطة بالشرطة، ومحاضر تحقيق، وصرخات حاجب: "محكمة"، يعقب ذلك ضربات قوية بالمطرقة، فقضبان، فبكاء محبيك، ف ف ف…

تعليقات

اكتب تعليقك