#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب : الجمال!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن مارس 2, 2019, 10:56 م 612 مشاهدات 0
الأنباء
آه .. موضوع صعب للغاية على مبتدأ القلم!
هو كما أعرفه قيمة مرتبطة بالمشاعر والعواطف والانجذاب للأشخاص والأشياء أو حتى القيم والصفات مثل الصدق والشجاعة والمروءة والكرم!
نسمع عبارة.. إنما الجمال هو جمال الروح!
ياه.. أحيانا أشعر بأن قلمي يكتب ما خزن به من جمال واحتواه ولست بقاصد تلك التي تضع الفلر، والمكياج، والصبغات التجميلية أو (هن ملكات عمليات الجمال) المصطنعة!
إنني اليوم أكتب عن الجمال الحقيقي غير المزوّر وربما يكون الجمال الداخلي هو الجمال الحقيقي الطبيعي!
لقد قرأت في حياتي، وكثير منكم، عن آلهة الجمال في المثيولوجيا الإغريقية - فينوس دي ميلو، اللوفر، باريس!
ما أقصده تحديدا اليوم في (مساحتكم) الجمال المرتبط بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجابي، فكل إنسان في هذا الكون يراه مختلفا (غير)!
الجمال ـ عزيزي القارئ ـ في كل مكان وزمان هو عمق وعيك الحسي للجمال وانجذابك له والعاطفة المصاحبة لتفسيرك وتوازنك!
نحن في عالم اليوم ننظر الى الجمال بمقاييسه وأقصد هنا:
- الجمال المادي: وهذا مرتبط بالإدراك الحسي أي أنت ترى هذا جمالا غيرك لا يراه إلا قبحا!
- الجمال المعنوي: أعمق وأشمل ويتعدد فهو يحمل أكثر من صورة سامية مثل القيم وهو يتماشى مع الفطرة ولا يمكن إنكاره، لكن كل إنسان يراه من زاويته ورؤيته في نطاق النسبية والأفكار والتصور!
والحقيقة المجردة أن موضوع الجمال بالغ الدقة لأنه من (نعم) الله سبحانه وتعالى علينا ولهذا لو نظرت في حياتك لمفردات الجمال لعجزت عن حصرها، غير أن الشعراء هم من بالغوا في وصف الجمال، انظروا معي، يقول الشاعر:
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا تر الوجود جميلا
وآخر يقول:
إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود
لرأيت الجمال شائعا في كل ذراته
وثالث يقول:
بنات حواء أعشاب وأزهار
فاستلهم العقل وانظر كيف تختار
ولا يغرنك الوجه الجميل فكم
في الزهر سمٌ وكم في العشب عقارُ
الموضوع يطول جدا في الجمال وبحثه، فهناك فرق كبير بين أن تحبها لأنها جميلة وأن تكون جميلة لأنك تحبها!
بالضبط مثل جمال بلا حياء هو وردة بلا عطر!
إذن هناك جزء من الحقيقة نمارسه وهو أن الجمال نصيب المتأملين!
ولهذا كان الرضا يضيء الوجه والرفض يمنحه الجمال!
وخلاصة التجربة في الجمال أنه حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن!
واحذر ـ عزيزي القارئ ـ في حياتك الوجه الجميل الذي يخفي قلبا شريرا أسود!
نعم إن الجمـال وجدته واللسان والكمال في العقل وتبقى صورنا (نحن) نصنعها إما أحرارا أو أشرارا، لأن الجمال مخبوء في داخلنا!
٭ ومضة: ونحن على مقاعد الدراسة تعلمنا:
ان الجمال معادن.. ومناقب أورثن مجدا
غير أن قراءتنا لأشعار الشاعر جرير غيرت نظرتنا عندما قال:
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله أركانا
وخالفه إيليا أبوماضي عندما أشعر وقال:
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا تر الوجود جميلا
ويعني هذا أن تتشوف الجمال هنا وهناك وقد يكون مخبوءا هو (سرّ جد مكنون) تراه في أصغر الأشياء والصور، اللهم إلا ما عبر عنه عمر بن أبي ربيعة في قوله:
وأرى جمالك فوق كل جميلة
وجمال وجهك يخطف الأبصار!
٭ آخر الكلام: في ذاكرتي الستينية ما عبر عنه سقراط حينما قال: جمال بلا فضيلة.. زهرة بلا عبير.
في إحدى مقابلات اللاعب البرازيلي الشهير (بيليه) قال:
قد يمتلك الحسناء رجل واحد ولكنها تملك قلوب كثيرين!
وكما قال العربي القديم: حسَنٌ في كلّ عينٍ من تودّ!
لقد كانت حياتي محطات جميلة رأيت فيها كل أنواع الجمال ولست (أستحيي) من الاعتراف بانتمائي الى الجمال العقلي!
٭ زبدة الحچي: أجمل جمال فقدته واستشعره هو جمال (أمي) رحمها الله، بكل ما تعنيه لي من قيم الجمال والأخلاق وذاك الوجه المتسامح الجميل البسيط الذاكر لله، العافي عن الناس الداعي دائما الى قيم الحق والفضيلة، فما أعظم ما فقدت ويشاركني ملايين الناس فيمن فقدوا وهذا تمجيد للخالق فيما خلق واسترد!
الجمال قضية صعبة التناول والفهم فهي التوكل وحسن الرضا والصبر على ما فات من كل الصور الجميلة والجمال وأي جمال؟.. رحمك الله أمي
تعليقات