#جريدة_الآن بلقيس النجار تكتب : "علم ماما"
زاوية الكتابكتب د. بلقيس النجار فبراير 27, 2019, 12:40 م 3064 مشاهدات 0
القبس
أمسكت بالقلم لأخط بضع كلمات في حب الوطن بمناسة أعيادنا الوطنية كما يفعل معظم كتاب المقالات في الصحف والمجلات ومؤلفي وملحني الأغاني في شهر فبراير من كل عام، حيث تصدح وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بالأغاني والبرامج الوطنية على مدار الساعة، وتعج الصحافة بالكتابات الوطنية من مقالات وتحقيقات. ولا بأس في ذلك، فجميعنا يحب هذه الروح الوطنية الحماسية، التي تخلق أجواء من الفرح والسعادة والفخر بهذه الأرض المعطاء. ترددت قليلا وتساءلت عن مردود تلك الكلمات والأهازيج الحماسية على المدى الطويل، وليس فقط اثناء هذه الفترة الوطنية، وفيما كان من الأفضل المشاركة بعمل يبقى شاهدا على حب الوطن على مر السنين. وبالفعل هناك العديد من المشاركات الفاعلة، التي تجسد حب الوطن من قبل افراد مواطنين ومقيمين على حد سواء وفي مختلف المجالات.
ومن ضمن هذه المشاركات، وتزامناً مع احتفالاتنا بالعيد الوطني ويوم التحرير تصدر كاتبة قصص الأطفال الدكتورة فريال الشلبي قصة جديدة للطفل، تدور أحداثها في الكويت اثناء فترة الاستعداد للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية. والدكتورة فريال الشلبي أكاديمية وكاتبة في أدب الأطفال، وسبق لها أن فازت بجوائز محلية ودولية في هذا المجال. فقد كتبت العديد من القصص للطفل، جميعها ذات أهداف إبداعية تربوية، منها ما يتعلق مباشرة بالتراث الكويتي، وأخرى تنمي قدرات الطفل الذهنية. وقد سبق للكاتبة ان أصدرت قصة موجهة للمراهقين تدور أحداثها أثناء فترة الغزو العراقي، صيغت بلغة سلسة جميلة تصحب القارئ مع بطلة القصة المراهقة في أحداث ومغامرات مشوقة في تلك الفترة الأليمة من تاريخنا المعاصر.
أما القصة الجديدة للدكتورة الشلبي، التي تحمل عنوان «علم ماما»، فتدور أحداثها في منزل أسرة تتكون من أب وأم وأطفالهما الأربعة، وتصور استعداداتهم للاحتفال بالأعياد الوطنية. الموضوع يبدو سهلا وبسيطا، إلا انه بالفعل من السهل الممتنع. فمن خلال مساعدة الأطفال لوالدتهم في تجهيز وإعداد فطيرة تأخذ شكل علم الكويت تقدمها الى مدرسة أطفال لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتطوع والدتهم للعمل فيها يومين في الأسبوع، تختلط المشاعر من حب الأم وحب الوطن وحب الآخرين ومساعدتهم. كما تغرس في أذهان الأطفال مفاهيم أساسية في عصرنا الحالي، مثل أهمية الحفاظ على البيئة وتناول الأكل الصحي، وضرورة استعمال المواد الطبيعية في الغذاء وتجنب المواد الكيماوية. ومن خلال تسلسل الأحداث يتعلم الأطفال التفكير المنظم وتحمل المسؤولية، اللذين ينعكسان على سلوكهم في حياتهم اليومية.
وبعد الانتهاء من قراءة هذا الكتاب جلست برهة يغمرني احساس بالسعادة والرضا، واسترجع بذهني تسلسل أحداث القصة، وأتخيل الفائدة التي ستعود على الطفل بعد قراءة هذه القصة.
وكل عام وكويتنا الحبيبة في رقي وازدهار، وننعم جميعا بالأمن والأمان على هذه الأرض الطاهرة.
تعليقات