#جريدة_الآن د. تركي العازمي يكتب: كلنا للكويت... و«الولاء الوطني»!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 715 مشاهدات 0


الراي:

في يوم 26 فبراير 1991، دخلنا كمتطوعين مع الجيش الأميركي أرض الكويت بعد تحريرها... ومضى 28 عاماً على التحرير، بعد أن هب الجميع تحت شعار «كلنا للكويت»: فماذا تحقق لنا منذ التحرير؟
الحاصل أن المفاهيم قد تغيرت٬ ورؤية الرجال اختلفت وأصبح مفهوم «كلنا للكويت» مفرغاً من صلب مضمونه كولاء للوطن٬ إلى ولاء من نوع آخر فيه العوامل المادية هي المؤثرة حتى في اختيار نواب مجلس الأمة... واختيار القياديين - حسب «المشتهى» - والثقل الاجتماعي أو محاصصة وغيرها من المعايير المعززة للفساد.
الولاء صار لـ«المعازيب» أو «المادة» أو «المصلحة»، بينما الولاء الوطني الذي يبني وطنا فهو مغيّب لأن قواعد العمل به مختلفة.
كم من الوقت تحتاج للحصول على سكن؟... هل ابنك يحصل على تعليم يستطيع معه «فك الخط»؟... ولو - لا سمح الله - أصيب أحد أفراد عائلتك بمرض عضال: فهل ستجد العلاج؟ وهل يلقى طلب العلاج بالخارج الموافقة، إن لم تكن لديك واسطة؟
زرعت «الواسطة» لتغيب عنا مفاهيم الإصلاح، وحتى بعض المصلحين يتقدمون بمبادرات يلتقطها غيرهم وتخرج باسمهم... يعني لا معنوياً ولا أخلاقياً سالمين!
مشكلة أحبتنا أنهم يتغنون بالماضي... ولم نجد من يبحث في مشاكل الحاضر، ليرسم إستراتيجيات المستقبل، ولهذا تأخرنا في جميع المؤشرات.
خذ عندك بتسوانا «ألماسة أفريقيا» - التي أعلنت حكومتها شعار «صفر تسامح مع الفساد»- أصبحت من أفضل الدول التي كافحت الفساد ولديها حكومة صارمة.
وماليزيا «ملتقى النهرين ـ أرض الفراشات» لها تجربة طيبة والبرازيل وكوريا الجنوبية كذلك... أمثلة متعددة نستطيع الاستفادة منها للنهوض بالبلد، وكنت وما زلت أردد أن «الشق عود» وسبب استمرارنا في «التيه» القيادي والاجتماعي يتحمله أصحاب القرار، وبعض من يحيط بهم ممن يرى أن مصلحته مقدمة على مصلحة الوطن.
النهوض بالبلد ومكافحة الفساد لا تخلقها المباني٬ الجسور٬ المشاريع... ابحث عن مردودها على التعليم والصحة والطرق والازدحام وتنوع مصادر الدخل و «الرفاه»، لشعب غالبيته مديون ومعظم طلبته تحصيلهم العلمي متدنٍ.
يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي٬ إننا نبحث عن «الولاء الوطني» على حقيقته الذي فيه التنمية البشرية أساس لا يجب أن يهمل.
هل تغرس المادة «المال»، أو «الواسطة» أو القبيلة/‏ الطائفة/‏ الحزب/‏ الكتلة مفهوم «الولاء الوطني»، على حقيقته في نفوس أفراد ومكونات ومؤسسات المجتمع؟
لا... بل كلها عوامل مساندة للفساد المراد مكافحته؟
و«الولاء الوطني» مختلف عن تلويح بعلم الكويت٬ أو «رشة» مسدس ماء في مسيرة٬ أو أغنية من هذا وذاك... وإن كانت معنويا طيبة الأثر، لكننا هنا نقصد «الولاء الوطني»، كحس تجده ماثلا في تطور البلد ومؤسساته وثقافة مكوناته.
الزبدة:
لا أعتقد بأن الفساد ستتم مكافحته، وأن «الولاء الوطني» سيتم غرسه في ظل المعطيات الحالية، لأن الشواهد تشير إلى أننا في زمن «الرويبضة» والترويج للسفاهة.
صناعة التاريخ تأتي - كما أشرنا في مقالات سابقة - عبر «الأخيار» بمن فيهم نواب من طراز مختلف... نواب أو قياديون لا «معزب» لهم ولا حساب يرتفع رصيده!
صناعة التاريخ تحتاج الى التخلي عن كل معايير اختيار القيادات والنواب المعمول بها خلال العقود الماضية، وهو صعب المراد حسب ما أرى.
«الولاء الوطني» من وجهة نظرنا عبارة تختلف عن التي يسوق لها كـ«شو إعلامي»، لأن مضمونها بعيد كل البعد عمّا كانت عليه عند دخولنا الكويت في 26 فبراير 1991... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك