#جريدة_الآن د. عبدالهادي الصالح يكتب: مواقف كبيرة لدولة صغيرة

زاوية الكتاب

كتب د. عبدالهادي الصالح 742 مشاهدات 0


الأنباء: 

عندما تغترب خارج البلاد، وتلمح علم بلادك لابد أن تشدك عواطفك نحوه حبا عامرا، وشوقا جارفا، فمن كرم المرء حنينه إلى أوطانه، وعمرت البلدان بحب الأوطان، وحب الوطن من الإيمان، وعندما تحدث الصحابي أبان بن سعيد عن مكة اغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ويقول «.. ولولا أخرجت منك ما خرجت» ـ كما جاء في الروايات الشريفة. (عن ميزان الحكمة ج10ص549)

تتزين البيوت والنساء والأطفال والرجال بألوان علم الكويت وتشدو الأفواه فرحة بألحان النشيد الوطني، وتشع الشوارع ومباني المؤسسات الخاصة والعامة بأضواء ألوان الكويت الوهاجة الجميلة، وكل ذلك بتلقائية وعفوية، حبا وكرامة بالوطن الغالي.

مر أكثر من عقدين من تجربة الغزو وما كشفت من معدن الكويتيين الأصيل الذين كانوا كالجسد الواحد يجتهدون بالخدمات المتبادلة، ويكافحون من أجل استعادة الكويت حرة أبية، مع توفر كل ظروف الخيانة وفرص إعلان الولاء الخارجي، لكن المواطنين كانوا جميعا عند شرف الانتماء والأمانة الوطنية بلا منة ولا طمع بشيء!

لكن ـ للأسف الشديد ـ تسربت بعض أخلاقيات سلبية حقبة الثمانينيات السوداء، بسبب غياب خطط تنفيذية للخطابات والأدبيات والأشعار والأغاني التي تصدح كلها بالمبادئ الدستورية والوحدة الوطنية، فتردد اتهامات اللا وطنية مع أي رأي آخر فيه تصالح أو تحفظ، أو نقد لاذع من قضية داخلية أو إقليمية.

الكويت صغيرة بحجمها، لكنها كبيرة بمواقفها الإقليمية والعالمية، ولا بد من مواطنيها أن يكونوا عضدا لها بتحمل الخلاف والاختلاف، ولا بد أن تكون عظيمة بشعبها بكل آرائه ومواقفه ما دامت في سقف دستورهم.

الأعياد الوطنية جمالها في استعادة روائح عبق المجلس التأسيسي الوطني الذي وضع دستور الكويت حامي الحقوق والحريات، وفي فرحة التحرير بعد ملحمة الوحدة الوطنية تحت نير الاحتلال.

دمتِ عزيزة يا كويت يا فخر الأوطان، وألف تحية لقيادتنا السياسية وللمواطنين والوافدين.

تعليقات

اكتب تعليقك