#جريدة_الآن هند الشومر تكتب : الكويت في يوم الاستقلال وذكرى التحرير
زاوية الكتابكتب هند الشومر فبراير 23, 2019, 11:32 م 699 مشاهدات 0
الأنباء
بعد أيام قليلة تحل علينا ذكرى الاستقلال وذكرى تحرير البلاد من الغزو الآثم، وقد شاء الله عز وجل أن تجتمع المناسبتان في تاريخ الكويت والذي بالطبع لم تكن بدايته عند الاستقلال.
وعندما نحتفل بيوم التحرير فإننا نتذكر محنة الغزو وما ترمز إليه من خسة وغدر وخيانة من المعتدين وما ترمز إليه أيضا من قيم سامية ومواقف شجاعة مع الحق ضد الباطل وقد وجدنا العالم أجمع من حولنا يشجب ويندد ويحشد الإمكانات لنصرة الحق ودحض الباطل.
وكانت مواقف زعماء الدول الشقيقة والصديقة ومسؤوليها وشعوبها إلى جانب الحق الكويتي واضحة منذ اللحظات الأولى.
وفي كل بيت كويتي قصة مثيرة عن محنة الغزو بداية من بيوت الشهداء البررة الذين ضحوا بأرواحهم وبدمائهم من أجل تراب الوطن، ومرورا ببيوت من تطوعوا في الداخل والخارج للقيام بالواجبات الوطنية والإنسانية ومن بينها مهام الإغاثة والخدمات الطبية والصحية في الخارج، حيث كانت ذكرياتي التي لم ولن تمحوها السنون للتطوع في فريق الخدمات الطبية بالمكتب الصحي في لندن للمرور على المرضى في جميع المستشفيات يوميا وتقديم كل ما استطعنا تقديمه من مساعدات طبية أو غير طبية.
وبعد ذلك بدأت معركة تحرير الكويت وكانت قلوبنا تخفق معلقة بأمل التحرير وعودة الشرعية وإحقاق الحق حتى سطعت شمس تحرير البلاد لنعانق بعضنا البعض بتحقيق المعجزة وانتصار الحق على الباطل بالرغم من اختناق المشاعر والصدور بسبب تلوث الهواء بحرائق آبار النفط التي أشعلها المعتدي قبل انسحابه من الوطن.
وبدأت بعد ذلك مرحلة إعادة البناء ووقوف شعب الكويت بكل طوائفه وأطيافه خلف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد الراحل ليقول شكرا لكل من وقف إلى جوارنا وقت المحنة ولنضاعف الجهود لبناء الوطن من جديد في الصحة وفي التعليم وفي إصلاح كل ما امتدت إليه أيادي الحقد الغادرة.
ومرت الأيام والسنوات ولكن الذاكرة ما زالت تحتفظ بالمشاعر الفياضة وقصص البطولات والتضحيات التي لا يمحوها الدهر والتي يجب أن ننقلها حية نابضة إلى الأجيال القادمة جيلا بعد جيل ليدركوا عندما يقفون عند تحية علم الكويت أن لحظة ارتفاع العلم خفاقا شامخا تعبر عن مسيرة شاقة من التضحيات والوفاء.
وبالرغم من أن صفحات التاريخ تكتب بأحرف من نور بدماء وتضحيات الشهداء إلا أن بعض الصفحات تشهد أيضا بغدر وخسة وانتهازية رخيصة من بعض المتعاونين مع زبانية الاحتلال الغادر الذين لا يستحقون أكثر من مزبلة التاريخ إلى غير رجعة غير مأسوف عليهم.
تعليقات