#جريدة_الآن صالح الشايجي يكتب: من لا يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية آثم صلف غليظ قلبه
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي فبراير 17, 2019, 10:52 م 552 مشاهدات 0
الأنباء:
من لا يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، آثم صلف غليظ قلبه.
ومن يريد تثبيتها حيث هي دون تحريك إلى الأمام، هو أكثر سوءا وإثما وصلفا وغلظة.
لعل أكثر من زايد في القضية الفلسطينية وبالغ في تأصيلها وفي تعميمها وجعلها القضية العربية الأولى هو الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر والذي وصل به الأمر إلى التهديد بإلقاء «اليهود» في البحر، لم يقل ساسة إسرائيل أو عسكرها، بل اليهود على الإطلاق، ورغم هذا فهو أول من رفع الراية البيضاء واستسلم واعترف ضمنيا بإسرائيل وذلك من خلال موافقته على مشروع روجرز عام 1969.
لقد تلقى عبدالناصر هزيمتين موجعتين من إسرائيل أولاهما في عام 1956 فيما سمي بالعدوان الثلاثي الذي شاركت فيها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل والثانية في عام 1967 وفي الحرب التي سميت بحرب الأيام الستة والتي تمكنت فيها إسرائيل من احتلال سيناء المصرية بالكامل إضافة إلى هضبة الجولان السورية والضفة الغربية من نهر الأردن، ورغم هذا فإن الواقعية السياسية هي التي أجبرت عبدالناصر على الاعتراف بالواقع لذلك قبل بمشروع روجرز.
صحيح أنه لم يترتب شيء على موافقة عبدالناصر على مشروع روجرز والذي خسر بسببه الكثير من شعبيته وبالذات بين صفوف اليسار العربي وكذلك رفض الفلسطينيين لهذا المشروع ما تسبب في اندلاع الخلاف بينهم وبين عبدالناصر، ولكن قصدت من استعادة الماضي وايراد هذه المواقف، التذكير بضرورة التعامل وفق نظرية الممكن والسياسة هي فن الممكن.
وأستعيد هذه المواقف وقد مضى عليها نصف قرن بالتمام والكمال، في أثر التحركات السياسية العربية باتجاه الموقف من إسرائيل وبالذات ما جرى من شبه تقارب بين بعض الوفود العربية والوفد الإسرائيلي في مؤتمر وارسو الذي انعقد قبل أيام، وكذلك الزيارة التي قام بها وزير الخارجية العماني إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش المؤتمر، وهذه مؤشرات على الاقدام واقتحام المستقبل والتفكك من عقد الماضي وأغلاله وعنترياته التي دفع بسببها الفلسطينيون الكثير من الدماء والمزيد من التشرد والأذى.
بقي الآن الاستمرار في اتجاه إقامة علاقات كاملة عربية إسرائيلية على أسس عادلة تحقق للجميع مصالح متساوية.
تعليقات