#جريدة_الآن بندر المعطش يكتب: القمندة.. والتركيبة السكانية
زاوية الكتابكتب بندر المعطش فبراير 6, 2019, 11:03 م 718 مشاهدات 0
الأنباء:
نزولا عند رغبة من تفضلوا عليّ مشكورين بقراءة مقالي السابق تحت عنوان «القمندة بالأسنان» وطلبهم مثالا يشرح الإشكالية في وجود خطأ بأحد تروس الماكينة الحكومية.
وحتى لا أطيل عليكم اخترت مثال التركيبة السكانية، وأزعم انه قد يكون مثالا صريحا على ما أود أن أبرزه.
وبناء على الإحصائية الصادرة عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية أواخر السنة الماضية فإن عدد سكان الكويت يبلغ 4.5 ملايين، منهم 1.4 مليون مواطن والباقي وافدون، ومن هؤلاء الوافدين ما يقارب 700 عمالة منزلية.
ولو فرضنا أن التركيبة السكانية هي ماكينة فإن تروس تشغيلها تتمثل في ترس الهيئة العامة للقوى العاملة وهي المسؤولة عن إصدار أذونات العمل وتقدير احتياجات الشركات والمؤسسات من العمالة والذي يكون غالبا اكثر من احتياجاتهم، وترس وزارة الداخلية المسؤولة عن إصدار تأشيرات الدخول والإقامات، وترس وزارة التجارة المسؤولة عن إصدار التراخيص التجارية لأفراد أو شركات قد يكون همهم هو الاتجار بالإقامات، وترس وزارة الإسكان المسؤول عن إنشاء مدن عمالية لم ترى النور تحوى هذه العمالة، وترس بلدية الكويت المسؤولة عن مراقبة العمالة الوافدة التي بدأت تغزو السكن الخاص بموافقة جشع أصحاب هذا المساكن، وترس وزارة التخطيط والتنمية والتي تدق ناقوس الخطر حال وجود خلل سكاني، وترس الثقافة المجتمعية المتمثلة برغبة اغلب العائلات في جلب العمالة المنزلية وتركها بالشارع وان زادت عن الحاجة، وبالنهاية ترس مجلس الأمة الذي يقف عاجزا حتى هذه اللحظة عن إقرار تشريع ينظم العملية برمتها.
وعلى الرغم من تشكيل لجنة من قبل مجلس الوزراء لمعالجة الخلل في التركيبة السكانية والتي خرجت بتوصيات إلا أن الأمر لم يتغير كثيرا.
والآن وقد استعرضت ماكينة التركيبة السكانية وتروسها بات الأمر اكثر وضوحا للتعرف على أي ترس أو تروس مثلومة الأسنان أصابت الماكينة بخلل واضح، والأمر لكم.
أدام الله من جلب المنفعة للكويت، ولا أدام من تاجر بالبشر ومصائرهم.
تعليقات