#جريدة_الآن عبدالعزيز الفضلي يكتب: مجلس الأمة... والأمانة!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 600 مشاهدات 0


الراي:

من مفاخر بلادنا الكويت وجود مجلس الأمة كمؤسسة رقابية وتشريعية، يكون لرئيس المجلس - بحسب الدستور - منصب رفيع يجعله الرجل الثالث في البلد بعد سمو أمير البلاد وولي عهده.
ومن خلال مسيرة المجلس تعاقب على العضوية فيه العديد من رجالات البلاد، تحققت على أيديهم العديد من الإنجازات التي تصب في صالح البلاد والمواطنين.
الوصول إلى كرسي المجلس هو تزكية من الشعب لهذا النائب، كي يكون ممثلاً له في البرلمان، يدافع عن حقوقه، ويقف في وجه الفساد في حال وجوده.
ويفترض ألّا يصل إلى هذا الموقع إلّا من هو أهل له، بحيث يتصف بالصدق والأمانة والقوة: «إن خير من استأجرت القوي الأمين».
لكن ولأسباب عدة قد لا يصل إلى هذا الموقع من تتصف به تلك الصفات.
فلقد وصل إليه في بعض الدورات التشريعية من اتهم في أخلاقياته، وهناك المتهم في أمانته، وآخرون اتهموا بما عُرِف بقضية الإيداعات المليونية، ومنهم المتهمون بالوصول إلى كرسي البرلمان عن طريق الرشوة.
هناك من النواب من لا تسمع له صوتاً ولا ركزاً، وهناك من إذا تحدث قلت: ليته سكت.
لقد أفرز نظام الانتخاب بالصوت الواحد نوابا - وليس الكل - هدفه المحافظة على كرسيه، فليس له برنامج انتخابي سوى البقاء على الكرسي بأي ثمن، ولو على حساب المصلحة العامة، أو تضييع حقوق الناس، أو السكوت عن الفساد وأهله!
في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمة، تم الإعلان عن خلو مقعدي النائبين الفاضلين الدكتور جمعان الحربش، و الدكتور وليد الطبطبائي.
وبغض النظر على كيفية وأسباب إسقاط العضوية، إلا أننا لا يمكن إلا أن نشهد بنزاهة وصدق هذين النائبين، وما كان لهما من أدوار عديدة في تحقيق العديد من المكتسبات، والدفاع عن الحقوق والحريات، ومن المحزن خلو المجلس من هذين النائبين.
كما أن من المحزن - أيضاً - أن يكون في المجلس نواب آخرون عرفوا بنزاهتهم وصدقهم ووطنيتهم وإخلاصهم لبلادهم، لكنهم آثروا عدم المشاركة بعد تغير النظام الانتخابي إلى الصوت الواحد.
وفي المقابل ابتلينا ببعض النواب الذين هم نوائب على الأمة وليسوا نواباً لها.
لقد انقلبت الموازين حتى صار حالنا يصدق عليه الحديث الشريف: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».
ولعل هذين البيتين يصفان الحال بشيء من الواقعية:
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ
وتستقر بأقصى قاعه الدررُ
وفي السماء نجومٌ لا عِداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقـمر
والله المستعان، وهو القادر على تغيير الأحوال.

تعليقات

اكتب تعليقك