الخنّه يحدد آلام الوطن ويصف العلاج
محليات وبرلمانأكد ان الوضع الراهن يستوجب وقفة إخلاص للكويت
مايو 14, 2009, منتصف الليل 1909 مشاهدات 0
أكد مرشح الدائرة الثانية لانتخابات مجلس الأمة المحامي سعد صالح الخنّه أن أمام مجلس الأمة المقبل مهمة كبيرة تتمثل في إعادة الثقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وذلك على خلفية ما تعرضت له الممارسة الديمقراطية من طرح وتطبيق سلبي أثر كثيراً في نفوس المواطنين في المجلس السابق.
وشدد الخنّه في تصريح صحافي بأن الحال الراهن يستوجب وقفة جادة ومخلصة من النواب القادمين إلى قبة عبد الله السالم مقدرين حرج وخطورة المرحلة المقبلة محولين الشعارات والبرامج التي يطرحونها في حملاتهم الانتخابية إلى واقع ملموس يعكس جدية منهم ومصداقية في تحويل وعودة إلى إنجاز.
وشخص الخنّه معاناة الكويت الراهنة بثلاثة جروح غائرة في مفاصل العمل السياسي، ودعا إلى وضعها في مقدمة عمل المجلس المقبل لإيجاد الحلول التي تعيد للعمل السياسي فاعليته جراء ما شهدته الكويت في الآونة الأخيرة من تجاذبات سياسية مرفوضة.
وذكر الخنّه أن أول جروح الكويت يتمثل في حكومة لم تصل خلال فترات تشكليها الماضية إلى وضع يكسبها ثقة الشعب قبل ثقة النواب، الأمر الذي جعلها هدفاً للسهام النيابية التي ساهمت في تعميق جروحها بدل أن يعمل المجلس على تقديم الدواء الشافي الذي ينتشلها من حالة الضعف والترهل وضعها على طريق الإنجاز.
وأعاد الخنّه التذكير بما قد طرحه في وقت سابق من أن النائب يجب أن يضع في اعتباره أنه سيتعامل مع حكومة ليست في مستوي الطموح وليس لديها الحساسية للتعامل مع الظروف المرحلة الدقيقة التي تمر بها الكويت والعالم بشكل عام، مشيراً إلى أن دور النائب في هذه الحالة الأخذ بيد الوزراء والسير معاً في طريق الإنجاز والعمل لتحقيق المصلحة العامة بعيداً عن النظرة الشخصية والمصلحة الضيقة التي لا تخدم الكويت وأهلها.
كما أشار الخنّه في تصريحه إلي أهمية الاختيار الصحيح لحملة الحقائب الوزارية بالرغم من قناعته بضرورة التعاون مع أي تشكيل حكومي قادم، لوقف هذا التدهور التي تمر فيه بلادنا والذي أدى إلى تعكير صفو حياتنا، من منطلق أن مصلحة الكويت تتطلب الاعتدال وانتهاج الطرح المتزن لاستيعاب الآخر وتحفيزه على العمل 'في سبيل الكويت لا مجال إلا للعمل لخدمة هذا البلد وأهله '.
أما الجرح الثاني الذي يدمي قلب الكويت، فرأى الخنّه أنه مجلس الأمة نفسه ملتمساً من الناخبين العمل على إيصال الشخصيات الوطنية التي وضعت خدمة الوطن ومصالح المواطنين عامة نصب أعينها وأن يبتعدوا عن نواب الطرح الضيق ذي الأفق المحدود الذي لا يتجاوز فئات معينة ، وطالب الخنّه الناخبين بأن يقفوا وقفة تأمل في المجلس الماضي ويعيدوا حسابات النواب وما قدموه من طرح وتحليل ذلك الطرح إن كان وطنياً أم فئوياً حتى يخلصوا إلى نتائج تساعدهم في عملية الاختيار، 'عندما يقف كل منهم أمام صندوق الاقتراع ويحكم ضميره لاختيار ممثل الأمة فليضع الوطن نصب عينيه، مشيراً إلى أن نواب المجلس الماضي انقسموا إلى ثلاث فئات الأولى دخلت إلى المجلس وخرجت ولم يسمع لها صوت أو يرى لها إنجاز وإنما تفرغت لتنفيذ مصالح خاصة بعيداً عن التفكير الوطني والمصلحة العامة، بينما الفئة الثانية عملت على تصعيد المواجهة مع الحكومة دون الالتفات إلى التنمية كأساس للتعامل بين الطرفين ومعيار للحكم على الإنجاز، فيما كانت هناك فئة قليلة لم تسنح لها الظروف وسط هذه الأمواج العاتية بين السلطتين على الرغم مما تحمله من قضايا وطنية ومشاريع تخدم البلد والمواطنين.
وبالنسبة إلى الجرح الثالث الذي عمق جراح الكويت، لفت الخنّه إلى ما أثير عن الأسرة الحاكمة من خلافات وانقسامات فتحت المجال لاجتهادات البعض والتدخلات في شؤونها وإطلاق الإشاعات التي جعلت الأسرة تبدو وكأنها فريقين متناحرين يسعى كل منهما لتبني قضاياه، ورأى الخنّه أن هذا الأمر ساهم في زعزعة المجتمع وعدم استقراره وخاصة في ظل اتهامات هنا وهناك بأن أطرافاً في الأسرة تحرض نواباً على تقديم الاستجوابات ضد الحكومة بهدف تصفية الحسابات، وهو الأمر الذي نفته تلك الأطراف ولكنه بقي مادة دسمة للتأويلات.
وأعاد الخنّه التأكيد على أن استقرار الأسرة هو استقرار للكويت ولابد من أن تحل مشاكلها بنفسها إن وجدت تلك المشاكل والظهور أمام المجتمع بالمظهر الحقيقي للأسرة الذي يعبر عن تراث كبير من الحكمة التي ورثها الرعيل الأول منها للجيل الحاضر وحتى تبقى الكويت واحة آل الصباح التي لا غني لنا عنها أبدا،ً متمنياً في ختام تصريحه أن تقوم الأسرة على تقريب المخلصين أصحاب الكفاءات، وفي المقابل يجب على المخلصين الأوفياء أن يمدوا يد العون بما يحوزونه من مؤهلات وخبرات لهذه الأسرة الكريمة وبالطريقة اللائقة والمحترمة التي تليق بمكانة هذه الأسرة وبالأسلوب العلمي لدعم استقرارهم، على الجانب الآخر أن تعمق الأسرة تواصلها مع الشعب وأن لا يقتصر ذلك على المناسبات العامة فقط، فليكن التواصل أعمق من ذلك فحب آل الصباح في قلوب أهل الكويت ليس له حدود.
تعليقات