#جريدة_الآن ...سلطان الخلف يكتب عن سذاجة دعوات السلام مع الصهاينة
زاوية الكتابكتب سلطان الخلف يناير 27, 2019, 11:03 م 3239 مشاهدات 0
الأنباء:
بعد الحرب العالمية الثانية أقام الحلفاء المنتصرون على ألمانيا محكمة نورمبيرغ لمحاكمة مجرمي الحرب من النازيين الألمان الذين تم إلقاء القبض عليهم، أما الهاربون منهم فقد تمت ملاحقتهم من قبل فرق خاصة تم تشكيلها لتعقبهم حتى بعد انتهاء مهمة المحكمة.
ولم يكن مبدأ التسامح واردا في تعاملهم مع مجرمي الحرب النازيين.
وكان لليهود دور كبير في الانتقام من النازيين على اعتبار أنهم كما يدعون أكثر المتضررين في تلك الحرب حيث تم تجميعهم من قبل النازيين في معسكرات خاصة بهم وتصفية الكثيرين منهم فيها وقد انتهز اليهود فرصة هزيمة ألمانيا في الحرب وقاموا بإعدام مئات النازيين المشتبه فيهم دون محاكمة وكان دافعهم كما يقول أحد عناصر فرق الانتقام: «إن شعبنا لن يسامحنا ما لم ننتهز الفرص لقتل النازي». أحد هؤلاء النازيين الملاحقين والذين حالفهم الحظ في الهروب والحفاظ على حياته تم اعتقاله في أغسطس الماضي ويدعى جاكو باليج ويبلغ من العمر 95 عاما وكان قد هرب إلى الولايات المتحدة وعاش فيها بهوية مزورة حيث تم تجريده من جنسيته الأميركية وترحيله إلى ألمانيا كمجرم حرب لأنه كان يعمل كأحد حراس معسكرات الاعتقال ولم يشفع له كبر سنه وحالته الصحية المتردية ولا مبدأ التسامح الإنساني الذي يروج له في بلداننا العربية والإسلامية.
نسمع هذه الأيام هنا وهناك من يروج للتطبيع مع الصهاينة رغم جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد الفلسطينيين من قتل وطرد واستيلاء على الأرض بالقوة والتسبب في معاناة إنسانية يعيشها ملايين الفلسطينيين اللاجئين في مخيمات الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسورية وهي جرائم مثبتة بالوثائق وتدينها غالبية دول العالم والقضاء الدولي، الأمر الذي يدعو إلى الدهشة والاستغراب من دعوات تريد التنازل عن حق عادل والتطبيع مع قاتل ومجرم حرب يداه ملطختان بدماء الأبرياء ويؤمن بمشروعية جرائمه بكل صراحة.
ومثل هذه الدعوات لن تلاقي غير الازدراء من قبل الشعوب العربية وشعوب العالم التي تمتعض من هذه السذاجة المفرطة وعلى أصحاب هذه الدعوات التوقف قليلا والتعلم من موقف اليهود من النازيين الذين لم تصل جرائمهم ضد اليهود عشر ما وصلت إليه جرائم الصهاينة في حق الفلسطينيين والمستمرة منذ الانتداب البريطاني لفلسطين إلى وقتنا الحالي.
***
التلاسن بين الساسة الإيطاليين والساسة الفرنسيين منذ أيام سببه تضارب المصالح النفطية للدولتين حول ليبيا وهو من أسباب عدم استقرار ليبيا وليس محاربة الإرهاب كما تزعم بعض وسائل الإعلام.
المهم في الأمر أن إيطاليا فضحت السياسة الفرنسية في ليبيا بشكل علني واتهمتها بأنها وراء مأساة المهاجرين الأفريقيين في البحر المتوسط ومأساة معظم الشعوب الأفريقية لأنها كما صرح نائب رئيس الوزراء الإيطالي دي مايو «إذا كان هناك أفراد يرحلون فلأن بعض الدول الأوروبية في طليعتها فرنسا لم تكف عن استعمار عشرات الدول الأفريقية..
وأن فرنسا تمنع التطور وتسهم في رحيل اللاجئين لأنها تطبع عملات 14 دولة أفريقية ولو لم يكن لفرنسا مستعمرات أفريقية لكانت الدولة الاقتصادية 15 في العالم»، لم يأت دي مايو بجديد ففرنسا تعيش على كنوز أفريقيا ولا تقدم للشعوب الأفريقية شيئا إلا المزيد من الفقر والتخلف والمرض والانقلابات العسكرية والمذابح وتورط فرنسا (أم الحرية) في جرائم الإبادة الجماعية عام 1994 في رواندا شاهد على ذلك.
تعليقات