#جريدة_الآن مكتبة الكويت الوطنية.... صرح ثقافي شامخ يحفظ التاريخ العريق ويجسد الحاضر الزاهر
منوعاتالآن - كونا يناير 27, 2019, 1 م 658 مشاهدات 0
تسعى مكتبة الكويت الوطنية هذا الصرح الثقافي الشامخ الى ترسيخ دور المكتبات في حفظ تاريخ الأمة العريق وتجسيد حاضرها الزاهر وجعلها ذاكرة الوطن لتكون منارة للثقافة والمعرفة وصرحا وطنيا حضاريا يحتضن الانتاج والابداع الفكري والعلمي والأدبي.
ويرجع تاريخ المكتبات في الكويت الى بدايات القرن ال 20 مع افتتاح أول مكتبة أهلية في عام 1923 والتي دعا الى انشائها آنذاك الشيخ يوسف بن عيسى القناعي رحمه الله لتكون الاولى في الكويت والجزيرة العربية واتخذت من بيت علي العامر مقرا لها وكان عبد الله العمران أول أمين لها.
وانهالت فيما بعد التبرعات واهداءات الكتب للمكتبة الاهلية فذاع صيتها لتنقل بعد ذلك الى العامة في دكان كبير وسط شارع الأمير بمنطقة المباركية.
وقبل ذلك بسنوات ومن (قصر السيف) العامر كان أمير الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) يحرص على اقتناء وحفظ الكتب القيمة وتشجيع العلم والعلماء وسار ابنه الأديب الشيخ ناصر بن مبارك الصباح على خطاه فكان أول من اقتنى مكتبة خاصة في الكويت.
واحتوت تلك المكتبة على ثلاثة آلاف من المجلدات والكتب القيمة والنادرة اذ تعد في وقتنا الحالي بما تبقى منها من كتب ثروة وطنية كبيرة.
وفي هذا السياق قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبد الجليل لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاحد انه في عهد أمير الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح عقد عدد من رجالات الكويت الأفاضل العزم على انشاء مكتبة أهلية آنذاك وهم عبد الحميد الصانع وسلطان الكليب إلا انها فقدت بعضا من أدوارها بسبب أزمات اقتصادية.
وأضاف العبد الجليل انه في عام 1935 تداعى نخبة من أعيان الكويت الى تفعيل دور (المكتبة الأهلية) والنهوض بها لجعلها ملاذ طلاب العلم ومنتدى باحثي المعرفة وعندما علمت المحسنة شاهة الصقر رحمها الله بهذه النوايا قدمت تبرعها الكريم للمكتبة بدكان تملكه في (قيصرية التجار) ليكون المقر الجديد للمكتبة أعقبها تأجير لجنة المؤسسين لعدة دكاكين بجوارها لتوسيع المكتبة.
وتابع ان عام 1937 شهد احتضان الحكومة للمكتبة الأهلية لدعم مسيرتها التاريخية فتم ضمها الى دائرة المعارف دعما لاستمراريتها ورفدها بالدوريات والصحف العربية وأطلق عليها (مكتبة المعارف العامة) برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح رحمه الله الذي كان رئيسا لدائرة المعارف آنذاك.
ولفت الى ان مسيرة المكتبة استمرت حتى استقلال الكويت في عام 1961 حيث تم تغيير اسم (دائرة المعارف) الى (وزارة التربية) فتحولت الى (المكتبة العامة) بدلا من الأهلية واستمرت حتى تم ضمها في عام 1979 الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعد تسميتها ب (المكتبة المركزية) واتخذت منذ عام 1982 من مبنى (مدرسة المباركية) مقرا لها.
وأوضح انه في تلك الفترة تم انشاء أفرع ل (المكتبة المركزية) في مختلف المناطق فكان أول فرع في (مدينة الكويت) ومن ثم في (منطقة حولي) تبعته أفرع اخرى في مناطق (الدسمة) و(المنصورية) و(الجهراء) حتى اصبح عددها ما يقارب 48 مكتبة الا انها تعرضت للسرقة والنهب والتدمير الكامل ابان الغزو العراقي الغاشم للكويت.
ولفت الى ان رصيد المكتبة وقتها كان نحو 130 ألف كتاب ومجلد تم السطو عليها والاستيلاء عليها بالكامل اضافة الى الاستيلاء على التجهيزات والوثائق التاريخية والكتب النادرة والمهمة بهدف طمس الهوية الكويتية والتاريخ الكويتي باكمله الا انه وضمن برنامج الأمم المتحدة لإعادة المسروقات بإشراف وزارة الخارجية الكويتية تم استعادة نحو 75 في المئة منها.
وأشار الى ان مسيرة (المكتبة المركزية) استمرت حتى عام 1994 الذي شهد صدور قانون بتغيير الاسم بهوية وكيان جديدين فسميت ب (مكتبة الكويت الوطنية) التي انشئت بموجب المرسوم الأميري السامي رقم (52) عام 1994 لتكون الجهة الوحيدة التي يتم الاعتماد عليها في توثيق تاريخ الكويت وجمع وتنظيم وتوثيق وحفظ وعرض التراث والانتاج الفكري والثقافي والادبي الوطني.
واوضح ان (مكتبة الكويت الوطنية) التي تضم حاليا حوالي نصف مليون كتاب تهدف الى تكوين وتنمية المجموعات العربية والأجنبية المعنية بتاريخ الكويت والخليج والجزيرة العربية وحفظ حقوق المؤلفين والمخترعين والمبتكرين وأصحاب المصنفات الفنية وحماية الملكية الفكرية.
وأضاف ان (مكتبة الكويت الوطنية) تسعى ايضا الى القيام بدور المركز الوطني لصنع القوائم ضمن مشروع متكامل للفهرس الوطني الموحد والارتقاء بمستوى أداء العناصر الوطنية العاملة في قطاع المكتبات ومراكز المعلومات وفق أحدث النظم التقنية في مجال عمل المكتبات.
وأشار الى ان المكتبة هي الجهة المسؤولة عن صنع ووضع الفهرس الوطني الموحد الذي يضم كل محتويات المكتبات في الكويت مضيفا "حتى يومنا هذا انتهينا من 420 مكتبة عامة ومتخصصة واكاديمية وذلك في اطار المشروع الاستراتيجي لوضع البنية الالكترونية لقواعد البيانات الخاصة بهذا الفرس وسيعلن قريبا انجاز هذا المشروع بالكامل".
وعلى صعيد متصل قال العبدالجليل ان المكتبة تقوم الان على وضع اللمسات الأخيرة لتدشين المكتبة الرقمية عبر تحويل الكتب الورقية الى إلكترونية لتكون مكتبة الكترونية تحوي أندر الكتب الكويتية ومختارات من مقتنياتها التراثية الثمينة والنادرة.
واوضح انه حتى الان فقد تم تحويل 600 كتاب ورقي الى الكتروني للحفاظ على تاريخ الكويت المرتبط بذاكرة الوطن من الكتب التاريخية والتراثية وخرائط الكويت والصحف والمخطوطات لصونها للأجيال القادمة واتاحتها للجمهور بصورة الكترونية.
وقال العبد الجليل ان المكتبة تضم 12 قاعة متنوعة منها قاعة (كويتنا) التي تحتوي على كتب تختص بتاريخ وتراث الكويت والمجموعة الكاملة لسجلات تاريخ الكويت والجزيرة العربية في الأرشيف البريطاني وسلسلة مجلدات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت بألمانيا اضافة الى مخطوطات وكتب نادرة.
واضاف ان قاعة المكتبات الخاصة تضم رصيدا ضخما يقارب 50 ألف كتاب من الكتب الخاصة المهداة للمكتبة من أصحاب المكتبات الخاصة الذين يمثلون أعلام الثقافة والفكر والأدب حيث تتميز هذه الكتب بتنوعها وقيمتها الثقافية الرفيعة.
واشار الى ان المكتبة لم تغفل ايضا دور الطفل فخصصت له قاعة تحتوي على مجموعة واسعة من الكتب وقصص الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة الى ألعاب التعليم المبكر والتي تساعد على تنشيط الأذهان وتحبيب الأطفال بالقراءة.
وأوضح انه ومن منطلق الحرص والاهتمام بأصحاب القدرات الخاصة فقد خصصت المكتبة (قاعة ذوي الاحتياجات الخاصة) التي تقدم خدماتها لفئة المكفوفين بتجهيزاتها الحديثة اذ تحتوي على الكتب المخصصة لهم بطريقة (برايل) كما توفر أجهزة تكبير صفحات الكتب لتمكين ضعاف البصر من القراءة بالإضافة الى الأجهزة التي توفر إمكانية الاستماع للكتب.
وقال ان (قاعة الدوريات) تحتوي على ما يناهز 1000 عنوان من الدوريات القديمة والحديثة إضافة الى قاعة للنشء وقاعة اصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وقاعة رسائل الماجستير والدكتوراه.
وبين ان (قاعة التراث العربي) تضم مجموعة متنوعة ونادرة من كتب التراث العربي ذات القيمة التاريخية والتراثية منها مؤلفات لعلماء العرب النابغة وروائعهم في أمهات كتب التراث العربي إلى جانب مقتنيات أصلية ومصورة من المخطوطات القيمة النفيسة التي قاربت ال 5000 مخطوطة.
وأشار الى ان المكتبة تقدم خدمات رئيسية كالخدمات المرجعية والبحث في مصادر المعلومات بالاستعانة بالفهرس الآلي للمكتبة والبحث في قواعد المعلومات الآلية التي تشترك فيها المكتبة سنويا والعديد من الخدمات الاخرى.
تعليقات