#جريدة_الآن زايد الزيد يكتب : مسلسل الهدر المالي لا يتوقف

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 741 مشاهدات 0


النهار
نحن في الكويت مصابون بداء كبير - مع الأسف - اسمه داء تضخيم الأشياء وتكبيرها، وهذا الداء يتركز بشكل كبير في المبالغ المالية لمناقصات الدولة ومشاريعها، فتطوير المدينة الترفيهية يتطلب إنفاق رأسمال قدره 900 مليون دينار كما تقول شركة المشروعات السياحية، وبناء ملعب كرة قدم يتطلب سعر 10 ملاعب في دولة أخرى، وتشييد حديقة عامة يتطلب ميزانية تشييد منطقة كاملة.
لذلك كان من غير المستغرب أن نقرأ قبل أيام عن تخصيص الهيئة العامة للزراعة مبلغ 28 مليون دينار لتشجير الشوارع الداخلية والخارجية والدوارات في منطقتي صباح الأحمد والخيران السكنيتين، هذا المبلغ لو قمنا بعرضه على أشهر مصممي الحدائق في العالم لقام بتصميم حدائق أسطورية بدلاً من صرفه على تزيين الشوارع والدوارات!
هذا الكلام لا يعني بأننا ننكر حاجة مناطق وضواحي الكويت، وخصوصاً تلك التي تقع في منتصف الصحراء وتكون عرضة للتقلبات الموسمية إلى تشجير وتزيين يحميها من مغبة الزحف الصحراوي، لكننا لا نريد التفريط بالأموال العامة والمبالغة في رصدها.
نقطة أخرى تجدر الإشارة لها في خضم هذا الموضوع وهي التساؤل عن موضع القطاع الخاص من كل هذا ودوره في التنمية ؟ ففي كل دول العالم تقريباً فإن الشركات الرأسمالية الضخمة التي تعمل في البلاد وتجني أرباحها الخيالية من المواطنين هي التي تقوم بإنشاء الحدائق والمتنزهات وتدفع الأموال للتشجير والتنظيف ودعم النشاطات الثقافية داخل الحدائق العامة وزيادة المساحات الخضراء كجزء من خدماتها الاجتماعية وهو ما يحدث في أشهر متنزهات العالم ومن أبرزها متنزه السنترال بارك في نيويورك والذي يعد أشهر حديقة عامة في العالم.
لكننا في الكويت نرى القصة معكوسة، فبعض المصانع هي من يدمر البيئة عبر إلقاء نفاياتها في بحر الكويت أو تلوث أجوائنا ، وفي الوقت ذاته فانها تستفيد أصلاً من العقود الحكومية لتنظيف نفاياتها التي التي تسببت بها! أو الفوز بمناقصات لتشجير المناطق التي قامت هي بتدمير تربتها للحصول على مكاسب أكثر.
المفارقة الغريبة أنه ورغم هذه المبالغ الضخمة المرصودة من الحكومة، فإن وقع الحملات الشبابية التطوعية لتشجير المناطق وتوزيع الشتلات على مناطق الكويت لزيادة المساحة الخضراء هو أكبر بكثير من الجهود الحكومية التي تكلف الدولة ملايين الدنانير!

تعليقات

اكتب تعليقك