#جريدة_الآن - صلاح الساير يكتب: أحدث النصوص في مديح اللصوص

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 786 مشاهدات 0


الأنباء:

بعد التأمل في عالم الجريمة والفساد وتفحص الأجيال المتعاقبة من الحرامية وموديلاتهم وقدراتهم ومميزاتهم المختلفة. 

أدركت أن الحرامي القديم هو المقصود بالمثل الشعبي «ما تعرف قديري حتى تجرب غيري» والمعنى ان قيمة الشخص تتجلى عند مقارنته بالآخر. فقبل احتقار قدماء الحرامية وقبل لعن لصوص (الزمن الجميل) كان علينا الانتظار حتى وقتنا الراهن الذي استشرى فيه الفساد من أجل التعرف إلى اللصوص السوبر فربما عدنا إلى الرعيل الأول من اللصوص لنعتذر منهم ونقلدهم أوسمة الفضيلة.

***

للحرامي التقليدي فوائد لا يوفرها حرامي الفساد (الجامبو) فقد كانت الصورة النمطية للص القديم ترعب الصبية الصغار في الماضي وتردعهم كي لا يبتعدوا عن المنزل ويخطفهم الحرامي. وكانت زوجة الرجل البخيل ترمي الطنجرة القديمة في صندوق القمامة وتتهم الحرامي بسرقتها لأنها الطريقة الوحيدة التي تجبر الزوج على جلب طنجرة جديدة عوضا عن القديمة المهترئة.

كما ان الخوف من الحرامية يدفع ربة البيت إلى ترتيب حاجياتها وعدم الإهمال والحرص على إغلاق الأبواب والشبابيك وإبقاء البيت نظيفا وآمنا.

***

يتمتع اللص القديم بروح وطنية عالية وللمال العام حرمة في وجدانه فهو لا يسرق إلا من المال الخاص. ولا تتعدى سرقته (حمامة أو خروف أو دريهمات معدودات) ولإضاءة بيته يكتفي بسرقة شمعة من الدكان القريب، أما لص الفساد، اللهم يا كافي، فيسرق أعمدة النور من الشوارع وقد يعود ثانية ليسرق البلاط والأرصفة والاسفلت وان حصلت له فرصة أخرى لعاد وسرق محطة الكهرباء وخزانات الوقود وبيوت الحي وأخفاها في سويسرا واتهم (فراش البلدية) فكم نحن مطالبون بالاعتذار من حضرة السيد الاستاذ الحرامي المحترم!

تعليقات

اكتب تعليقك