#جريدة_الآن - د. ناصر العمار يكتب: بلدية الكويت.. «برايح سالم» تستصرخكم
زاوية الكتابكتب د. ناصر العمار يناير 22, 2019, 10:55 م 1045 مشاهدات 0
الأنباء:
من فرحتي بمشروع (برايح سالم) كتبت عنه مقالا في شهر يوليو الماضي نشرته جريدة «الأنباء» الغراء تحت عنوان «برايح سالم.. برافو بلدية الكويت ولكن».. عبرت فيه عن عظيم فخري وسعادتي بهذا المشروع.
أذكر قارئ السطور بمعنى المقال الأول: كنت متحمسا لمشاهدة أحدث إبداعات صحوة النهضة العمرانية للمشاريع التنموية الاستراتيجية الوطنية منها تحويل جزء من شارع سالم المبارك في منطقة السالمية لمشروع سياحي تجاري ترفيهي، روعي فيه إنشاء مساحات مظللة وأكشاكا لأصحاب المشاريع الصغيرة ونوافير ومسارات لذوي الهمم... الخ.
امتدحت رؤية البلدية وأفكارها التي تحول بعضها لواقع ملموس يحقق الانتعاش التجاري والاقتصادي وجزءا من رغبة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي. تجولت بهذا المشروع تحت رحمة الأجواء الحارة ورطوبة السالمية المعهودة وعيناي تراقب الآخرين المختبئين بأجواء التكييف الباردة تاركين برايح سالم لأمثالي! وحتى ازداد شموخا بإنجازات بلدي، أتبعت سياسة الكذب على النفس فخلت نفسي بأني أتجول في مجمع ( ) ذي التصميم العالمي الفريد الذي تحدى حرارة طقس الكويت وأجبرنا على التردد عليه بشكل شبه يومي والبقاء فيه مع أسرنا لفترات طويلة للاستمتاع بأجوائه الباردة التي تنسيك لهيب صيف الكويت عند محاكاة الطبيعة الباردة من خلال تصميم أسقفه بمواد تسمح بتسرب ضوء النهار بمادة (ETFE) فتنسيك الصيف وأهواله، علما بأن هذا المجمع يكبر موقع (برايح سالم) بعشرات المرات، فتساءلت: لماذا لم تغط برايح سالم وتزود بنظام تكييف ليكون صرحا حضاريا على مدار العام تماما كما هو الحال لذلك المجمع؟ عدت من حلمي وعزمت على إنهاء جولتي والعودة للبيت من شدة الحر.
أنهيت مقالي الأول عن برايح سالم بعبارة «حسافة الحلو ما يكمل» كناية عن عدم اكتمال هذا المشروع من وجهة نظري. عدت لزيارة برايح سالم في هذا الشتاء كي أستمتع بجمال ذلك المشروع (الحلو) الذي لم يكتمل، فوجدت أن حلاوته المنقوصة اكتملت وقتيا بحلاوة الجو، إلا أن المفاجأة تحول «برايح سالم» إلى ميدان للعب الأطفال باستخدام الدراجات الهوائية بكثافة وفوضى عارمة وإلى ملاعب كرة القدم وانتشار الأوساخ وإتلاف المسطحات الزراعية الجمالية التي امتاز بها المشروع وكلفت الدولة الكثير من المال لتتحول لممرات وطرق يدوس عليها الأطفال بدراجاتهم ويتلفونها عمدا وكأنهم ينفذون خطة إتلاف مبرمجة وعلى مرأى أصحاب المحلات ورواد الأسواق المحيطة بالمشروع دون أن يمنعهم أحد، فضلا عن تعرض الواجهات الزجاجية للمحال الجديدة للمشروع للكسر والإتلاف بالإضافة إلى أبشع أنواع الاستغلال للمقاعد وأماكن الاستراحة المنتشرة في أماكن متفرغة من المشروع والتي تحاكي بشكلها أشهر المواقع السياحية العالمية؟ بلدية الكويت (لحقو) على مشروع «برايح سالم» قبل أن تتحول إلى ( ).. فهل من مجيب؟
تعليقات