العيسى يرفض تحويل الكويت الى ورشة للتسكع والبطالة

زاوية الكتاب

كتب 461 مشاهدات 0


هي إدارة مكوكسة آخر الأمر كانت رسالة نشرت على شكل مقال في 'كويت تايمز' قبل ايام، كتبتها المدرسة شانون كرفذز، المعلمة الكندية في مدرسة خاصة في الكويت، مقالة تضج بكلمات الحزن والاسى على تجربتها في العمل بالكويت، خلاصة الرسالة المقالة، كما تقول صاحبتها، انها جاءت للعمل في الكويت قبل اربع سنوات، واصبحت الكويت منذ ذلك التاريخ وطنها الثاني بعد كندا، واضحت بدورها سفيرة من دون مرسوم للكويت في كندا، تدافع عن الكويت وقضاياها في اي مناسبة، وتدعو من تعرفهم للعمل في الكويت، وهي التي كانت قبل ان تأتي للعمل تصور رفاقها ان الكويت موطن لقهر المرأة، واستغربوا من قرارها العمل في الديرة الغريبة. وكي لا نطيل عليكم، تقول شانون ان الامور تغيرت في الاشهر الاخيرة، فرفيقة اميركية لها تعمل كنائبة للناظر في مدرسة بيان ثنائية اللغة، منعت من السفر وحرمت من زيارة وطنها، لأنها عاقبت طفلا ارتكب خطأ جسيما في المدرسة، وفرضت عليه التأخر في المدرسة الى بعد نهاية اليوم الدراسي كعقوبة، وقام والد الطفل بكل جهد للانتقام من رفيقتها عبر مالك 'الواسطة'، فمنع سفرها، واضحت رهينة في القفص الكويتي، لا احد يدري عنها كي ينقذها من ذلك الجور. وليس هذا كل الامر، فما كدر شانون ما نشر على لسان وزيرة التربية من ان الوزارة ألغت عقودا للاداريين الاجانب في المدارس، وتعهد الوزيرة بالعمل لاستبدال كل الاداريين الاجانب في المدارس الخاصة، واحلال الكويتيين مكانهم خلال السنوات المقبلة، سأنتهي من الشكوى المرة للمعلمة شانون، وما ذكرته عن خبرة الاجانب الغربيين في التدريس، وانهم جاءوا من افضل الجامعات في دولهم المتقدمة زيادة على تطور برامجهم الدراسية، وهي لا تدري مثلا كيف يمكن استبدال الجهاز الاداري في المدارس الانكليزية، اذا كان المنهج البريطاني لقبول خريجي الثانوية البريطانية يشترط نسبة معينة من البريطانيين كمدرسين في تلك المدارس..! لا أفهم مبررات السيدة الوزيرة لسياسة الاحلال والتكويت التي تعهدت بها، فليس الحديث هنا عن عمالة اجنبية جاهلة، وهامشية، يسترزق منها تجار الاقامات، ولا تضيف شيئا لفائض الانتاج الكويتي، بل تشكل عبئا على الاقتصاد، وتهدد التركيبة السكانية، واحالت الكويت الى ورشة تسكع وبطالة لهم وللكويتيين انفسهم..! الحديث هنا عن بناء عقول ابنائنا، وبناتنا ولا يجوز ان يكون مكانا للمراهنات السياسية واسترضاء جماعات التخلف وقوى الضغط والادارة السياسية التي دمرت الانسان الكويتي، وجعلته عالة على وطنه، الحديث هنا يتركز على وضع اسس التفكير العقلاني والتربية الحديثة، ومحاولة خلق امل، اكرر 'خلق امل' لمستقبل الديرة الضائع في صراعات السلطة وقوى تقنين الفساد.. القضية في النهاية هي قضية 'ادارة'، ادارة اما ان تكون جيدة او سيئة - وندري اين نضع انفسنا؟! وليس شكل النظام، هذا اذا كنا نتذكر ما قاله ونصح به لي كوان هو رئيس وزراء سنغافورة الاسبق في زيارته الى الكويت، قبل اشهر.. لا احد يتذكر، او يأخذ بالعبر.. ألم أقل لكم ان الديرة مكوكسة!. حسن العيسى
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك