كرم يدافع عن معصومة المبارك
زاوية الكتابكتب أغسطس 15, 2007, 7:15 ص 507 مشاهدات 0
ربما ترى الوزيرة معصومة ما لا نراه
نحن المواطنين
منذ تسلمها لحقيبة وزارة الصحة، والدكتورة معصومة المبارك تسعى جاهدة ومجتهدة إلى
تطوير وتحسين الوضع الصحي في البلاد من جانبيه المهمين المباني والبشري.. والحق
يقال ومن خلال متابعتنا ورصدنا لخطوات الوزيرة التطورية والتحسينية. يستطيع المرء
وبحيادية ان يشهد للوزيرة اجتهادها وجهدها، ولعل جهودها في تعديل الكادر الوظيفي
وتحسين الوضع المعاشي للاطباء وعلى الاخص الكويتيين وتشجيع عودة الاطباء الكويتيين
المهاجرين العاملين في الخارج الى حظيرة وزارة الصحة هو احد الجهود المشكورة عليها.
إضافة الى متابعاتها الشخصية وجولاتها المفاجئة على المراكز والمستشفيات
والمستوصفات الحكومية التي من المؤكد أثمرت عن وضع مغاير في اوضاع تلك المنشآت
الصحية وخاصة ما يتعلق بمتابعة حالات المرضى المراجعين من العناية اكثر والالتزام
بالدوام اكثر.
واذا كان ثمة انتقادات وهجوم على جهود الوزيرة خاصة من قبل بعض اعضاء في مجلس الامة
تصل الى درجة التهديد بتقديم الاستجواب وبغض النظر عن دوافع ومرامي تلك الانتقادات
والتهديدات الصادرة من هؤلاء النواب فليس من المفترض ان كل الجهود لابد ان تكون
مثمرة وصائبة.
ففي بعض تلك الجهود ثمة تضارب وتخبط تحير الفهم وتغالط العقل، فمثلا وعلى سبيل
المثال، وضعت الوزيرة او وزارة الصحة او الحكومة قيوداً وشروطا جديدة على ارسال
المرضى للعلاج في الخارج. هذه القيود والشروط رغم ما يشوبها الكثير من الثغرات
والعيوب لكنها تبقى افضل من ان تظل مسألة العلاج في الخارج (هدد) لا تنظمها شروط او
قيود، وهات وارسل اي واحد تحت ذريعة العلاج الى الخارج على حساب الدولة وما أدراك
تكلفة هذا المبتعث المريض المزعوم على ميزانية الدولة وعلى المال العام.
فالوزيرة اصدرت اخيرا قائمة بتعيينات جديدة لمدراء المكاتب الصحية في كل من لندن
والمانيا وفرنسا ومضيفة في تصريح صحافي مرافق لقرار تعينيات المدراء الجدد انها
بصدد تعيين ملحق صحي في كل من الاردن والسعودية والهند والتشيك والامارات المتحدة.
هذه الافاضة في تصريح الوزيرة حول تعيين ملحقين صحيين في بعض العواصم لاول مرة
يجعلنا ان نتساءل ماهو الهدف من تلك التعينيات هل في نية وزارة الصحة ارسال مرضى
كويتيين للعلاج في تلك البلدان فقط ام لامور صحية اخرى غير ابتعاث المرضى؟، فهذه
البلدان لا تتمتع بالسمعة العالية من حيث الكفاءة العلاجية. مستواها من الناحية
الصحية والعلاجية لا يفوق مستوى وسمعة الكويت باستثناء بعض المستشفيات الخاصة
التجارية الموجودة هناك التي حازت على الدعاية والشهرة والتي يظل هدفها الربح على
الهدف الانساني.. من هنا اعتقد بأن توسيع العلاج في الخارج وخاصة في بلدان تقل او
تناظر الكويت من حيث المستوى هو هدر في المال واهدار وتقليل من شأن كفاءة الطبيب
المحلي والمراكز العلاجية الموجودة في الكويت. هذا اولا وثانيا اذا كان هدف وزارة
الصحة توسيع مسألة العلاج في الخارج فلماذا اذن تبقى عندنا مستشفيات ومستوصفات
فالافضل غلقها وتوفير اموالها والاكتفاء بالعلاج في الخارج.
بصراحة المفروض في الوزيرةـ ولا نشك في اخلاصها وحماسها ـوبوزارة الصحة ومن ثم
الحكومة هو تشجيع المرضى للعلاج في المستشفيات الكويتية الخاصة او الحكومية، خاصة
يوجد عندنا في الكويت ان في المستشفيات الاهلية او الحكومية اطباء عالميون لا يقلون
كفاءة ومقدرة عن نظرائهم في البلدان المتقدمة. لقد انتشرت في الآونة الاخيرة في
الكويت سلسلة من المستشفيات والعيادات الخاصة وهذه المستشفيات والعيادات هي جزء من
الاقتصاد الوطني الكويتي ويفترض ان تحوز على التشجيع والدعم من قبل وزارة الصحة ومن
قبل الحكومة.
نعلم ان ا لعلاج في الخارج ليس ظاهرة كويتية فكل البلدان ترسل مرضاها في الحالات
المستعصية للعلاج في البلدان التي يتوافر فيها العلاج للحالة، ولكن التفريط
والمبالغة في ارسال المرضى يظل محلا للتساؤل.
حسن علي كرم
الوطن
تعليقات