سعد العبدالله... شموخ في المواقف وثراء في العطاء

محليات وبرلمان

968 مشاهدات 0


الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح طيب الله ثراه من أبرز القيادات الوطنية التي تولت مواقع عديدة في العمل الوطني خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وارتبط سموه رحمه الله بأحداث مؤثرة ومواقف مصيريه جعلته أكثر قربا إلى الشعب و كان خير سند لصاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في التصدي للمشكلات والأزمات التي واجهها الوطن في فترة توليه الحكم، وسنمر على أهم المحطات في حياته بدءا من بداية تعليمه إلى أهم المناصب التي تولاها وأهم المراحل التي لابد أن نذكرها عنه.
لقد كانت المدرسة المباركية البوابة الأولى لتلقي تعليمه الأول وكان من أبرز زملائه في تلك المدرسة التأسيسية صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه وحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه،  وفي عام 1951 م أرسل إلى كلية هاندون في بريطانيا لدراسة علوم الشرطة ونال دورات متخصصة بنفس مجال دراسته حتى نال رتبة ضابط في عام 1954 م , وكان لوالده الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه  دور مهم بإعداده بطريقة تجعله يتمكن من تحمل الصعاب كي يؤدي المهام المسندة من أبيه بجدارة وحكمة، و قد غرس به القدرة على القيادة السياسية وحب الديمقراطية، فلقد أصبحت هذه السمات في طبعه وكان مناسبا لتولي رئاسة دائرة الشرطة والتي أعطيت له لتولي زمام الأمور بها.
في عام 1949 عمل رحمه الله في دائرة الشرطة والأمن العام، كما عمل في المجلس التأسيسي الكويتي في عام 1961 م ، وكان عضوا في لجنة إعداد الدستور بالإضافة إلى أنه  تولى حقيبة وزارة الداخلية والدفاع، وظل رئيسا للسلطة التنفيذية لمدة 25 سنة حيث استلمها بتاريخ 16 فبراير 1978 و حتى 13 يوليو 2003 ، وتمت تزكيته كولي للعهد في 31 يناير 1978وقد قام خلال تلك الفترة بتشكيل عشرة وزارات متعاقبة بحكم منصبه، وكان رئيسا المجلس الأعلى للدفاع ورئيس مجلس الخدمة المدنية ورئيس المجلس الأعلى للإسكان ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ورئيس مجلس الأمن الوطني ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط، وقد واجه خلال تلك الفترة عددا كبيرا من المشاكل الاجتماعية منها الإسكان والتجنيس والتوظيف والضمان الاجتماعي، ومن أبرز المشاكل الاقتصادية التي واجهها أزمة المناخ، وقد أدت الأزمة إلى بعض الآثار منها تآكل العائد النفطي نتيجة هبوط أسعار النفط، وأدت أيضا إلى إفلاس عدد كبير من التجار ورجال الأعمال البارزين، لكنه قام بتعويضهم عن خسائرهم ، وقد شهدت الكويت في بداية الحرب بين العراق وايران عددا من الأحداث الإرهابية، حيث اختطفت بعض الطائرات وتعرض بعض المنشآت الحيوية للتفجير وتمت محاولة لاغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في 25 مايو 1985 أثناء توجهه إلى قصر السيف.
وفي يوم 2 أغسطس 1990 كان متابعا للمعارك من غرفة العمليات العسكرية في وزارة الدفاع، ولما رأى كثافة القوات العراقية وتوجهها إلى العاصمة أدرك أن الهدف ليس مجرد احتلال الكويت ولكن الهدف كان القبض على الأمير وتصفية الرموز السياسية الكويتية، فقام باتخاذ قرار إخراج الأمير من الكويت حالا، وذهب إلى قصر دسمان لإقناعه بالخروج وأقنعه بذلك، وقد عاد إلى  الكويت بعد أن دحرت قوات الغزو العراقي الغاشم من قبل قوات التحالف في 4 مارس 1991م، وكان لسموه رحمه الله دورا بارزا في اعادة الحق لأصحابه وبذل جهودا كبيرة حتى اطلق عليه 'بطل التحرير' وساهم بتوجيهاته الحكيمة بإعادة اعمار الكويت وعودتها سريعا لركب الدول المتقدمة.
ومع مغيب شمس يوم 13 مايو 2008 م  أعلن في الكويت وفاة الأمير الوالد طيب الله ثراه في مقر سكنه بقصر الشعب، وتم دفنه في مقبرة الصليبيخات وأعلن الحداد الرسمي في الكويت، كما أعلنت البحرين الحداد لمدة ثلاثة أيام، كما أعلن مرشحي انتخابات مجلس الأمة 2008 إيقاف الحملات الانتخابية حداداً عليه، وقد تلقت الكويت العديد من برقيات التعزية بوفاته، وقد زار الكويت عدد كبير من الرؤساء لتقديم التعازي.

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك