#جريدة_الآن - د. محمد القزويني يكتب: برنامج حكومي من الورق
زاوية الكتابكتب د. محمد القزويني يناير 15, 2019, 11:08 م 607 مشاهدات 0
الأنباء:
بداية أقدم خالص التهاني للكويت اجمع بحلول العام الميلادي الجديد داعيا الباري الكريم أن يكون عام خير ونعمة على أهل الكويت وجميع المسلمين.
تبعث الكويت سنويا أعدادا غفيرة من الباحثين والدارسين والمشاركين في المؤتمرات العلمية إلى مختلف دول العالم، كما تقوم المراكز البحثية داخل البلاد بالعديد من الدراسات والبحوث بما يجعل الكويت غنية بالأفكار العلمية والمشاريع البناءة لكن كل ذلك النتاج يبقى طريح الأوراق التي سطر عليها يعلوه غبار الأرفف التي صفت عليها تلك الأبحاث والدراسات في الوقت الذي استهلكت فيه من ميزانية الدولة مئات الألوف والسبب في هذا التجاهل يكمن في جهل مدير أو خوف مسؤول من المبادرة في تطبيق ما ورد فيها من أفكار أو حتى مجرد الإطلاع عليها. ولعلي أتذكر أحد الوكلاء الذين ترأسوا قطاعنا الذي كنت أعمل فيه حيث كان يدخل في أدراج مكتبه أي دراسة نرفعها إليه لتنعم بسبات عميق ابدي إلى الحد الذي دعا مديرنا لتسمية ذلك الوكيل بـ«وكيل القمتة» لكثرة ما يحجر على تلك الدراسات.
لو اقتصرنا على رسائل الدكتوراه التي تحمل الطابع العلمي جدا والتي خضعت لتحكيم قاس ومجرد قبل إجازتها لنجد أنها عصارة قراءات واطلاعات ونقد لتجارب الآخرين ومراجعات كثيرة حتى جاءت بالشكل الذي انتهت عليه، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يشكك في منطقيتها وعلميتها، فمن الإهدار والإجرام بحق الوطن أن تترك هذه الرسائل ليلفها غبار النسيان على أرفف المكتبات، وكان الأجدر بالحكومة أن تنادي أصحاب تلك الأطروحات لمناقشتهم فيما توصلوا إليه وبحث كيفية الاستفادة مما سطروه في أبحاثهم تلك.
هذه الدراسات والأبحاث تشكل برنامج عمل حكوميا زاخرا بالإنجاز والتطوير فهل نجد في الحكومة من يقلب تلك الأوراق ليستخرج منها خطة عمل لوزارته وهل نجد من الحكومة عزيمة جادة لتصفح تلك الأوراق لكشف واكتشاف ما فيها من مشاريع ورؤى تغنينا عن عشرات المستشارين وتوفر على الدولة الكثير الكثير.
تعليقات