#جريدة_الآن ... رحيل عبدالمجيد قاسم ..."عوعو" الذي رفض الخضوع للفن "المسلوق"

منوعات

كان يرى أن الفنان عندما يكبر "يتم إهماله إلى أن يصبح كما خيل الحكومة "

الآن - خاص 1479 مشاهدات 0


- فن وثقافة 

انتقل إلى رحمة الله الفنان المخضرم عبد المجيد قاسم البلوشي الشهير ب عوعو وهي الشخصية التي قدمها في أعمال فنية كثيرة.

وعبد المجيد قاسم من الرعيل الأول من الفنانين في الكويت والذين صنعوا هذا التراث العظيم من المسرح والكوميديا والميلودراما.

من مواليد 1944 وتوفى رحمه الله عن 75 عاما بعد معاناة مع المرض.

من أشهر الأعمال التي شارك فيها "مطلوب زوج حالاً "سنة 1971 مع عبد الحسين عبدالرضا وسعد الفرج , ومسرحية " 30 يوم حب 1973” مع عبد الحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله وأحمد الصالح , مسرحية " الكويت سنة 2000" والتي قدمها سنة 1966 مع عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح ومحمد جابر وجوهر سالم ولعب فيها دور عوعو.



ومن أعماله الأخرى صلاح الدين وبين المقدس - - عالم نساء ورجل - سلطان للبيع - عالم غريب غريب - الثالث - طبيب في الحب - عشاق حبيبة - السيف - نورة - رحلة حنظلة.

كان من مؤسسي فرقة المسرح العربي حيث واكب إنشاءها على يد المخرج المصري الشهير زكي طليمات واستمر مع الفرقة طوال مسيرته الفنية.

يقول عن جيله أنه الجيل الذي تحمل عذابات البداية لكي تصل الحركة المسرحية في الكويت لهذا التطور والإبداع.

حب عبد المجيد للفن ولفرقة المسرح العربي جعله يتولى أدوارا عدة بخلاف التمثيل عشقه الأول حيث كان يقوم بدوره في إعداد الإكسسوارات والأزياء للمسرحيات إذا لزم الأمر ويعتبر ذلك أدواراً مكملة للعمل المسرحي.

خلال مراحل انتشار الفن الهابط والمسرح التافه الذي يقوم على السخرية من الأشكال رفض عبد المجيد كل العروض المغرية للانضمام لهذا المسرح ورفض أن يتخلى التاريخ العريق للمسرح مقابل الفن المسلوق وال " تيك أوي " كما كان يسميه.

وكان ينصح الشباب من الممثلين دوما بعدم الركض خلف المنتجين واحترام تاريخهم وفنهم.
النجم حسب تعريف عبدالمجيد أن يكون بسيطا ومتواضعا وعفويا وأن يكون قدوة للناس في تصرفاته.

ولهذا كان عبدالمجيد دوما يطالب بوقف تراجع الكويت فنيا عبر قيام الحكومة بدعم الثقافة والفنون لأنهما حسبما يقول عبدالمجيد قاسم واجه الكويت الحضارية.

عبدالمجيد الذي أمضى جل عمره بالالتزام في العمل المسرحي كان ينتقد ظهور جيل مستهتر من الممثلين الذي وصل بهم الاستهتار أن يردوا على المكالمات خلاف البروفات بل ويتركون البروفة لإكمال هذه المكالمات ,

كان يرفض مقولة أن الفنان يعتزل فكما قال " الفن في دمي " لكنه كان يرفض إهمال الفنان حين يكبر وذات مرة قال أن الفنان إذا كبر في السن تحول إلى خيل الحكومة التي يطلقون عليها النار عندما تكبر.

كان يعتبر الضحك غداء للروح ولا غنى عنه تماما كالهواء والماء فهو مطلوب دوماُ لكنه كان يضحك من الموقف المضحك وليس من النكتة اللفظية

وردا على من يقول أن كثرة الضحك تذهب الهيبة يذكر عبدالمجيد قاسم أن الضحك " من قلب" وبصوت مقبول لا يذهب الهيبة وهو شخصيا يتمنى لو توفرت له فرصة الضحك بشكل مستمر لكن ذلك كما يقول لم يتسنى في زمن أصبحت الأخبار السيئة تطارد الناس.

الضحك والذي كان محور حياة عبدالمجيد قاسم كان مشروطا بأن يكون يكون مبنيا على موقف فالضحك من أجل الضحك لا يعيش طويلاً.

في حياته العادية كان يعامل أولاده وأحفاده بشكل ودي وكان يتبع معهم وسائل تربوية عدة تجعل منهم ناجحين في دراستهم وعملهم.

جمعته بنجوم الفن مواقف طريفة ففي إحدى بروفات مسرحية مع عبدالحسين عبدالرضا سقط ممثل على الأرض بشكل مضحك فانطلق عبدالمجيد قاسم في نوبة ضحك هستيرية ما جعل عبدالحسين عبدالرضا يطلب منه مغادرة المسرح والعودة بعد انتهاء نوب الضحك هذه.

كما يتذكر أنه كان ذات مرة يمشي مع الفنان الراحل كنعان حمد فتفاجأ بكنعان يطلب منه أن "يتلثم" ثم يأخذه ليجلسا أمام أحد المساجد ويمدا الأيدي وبالفعل استطاعا أن يحصلا على مبلغ لا بأس به قاما لاحقا بتوزيع الفلوس على من كانوا بجانبهم.

وفي موقف ثالث وقبل أحد الأعياد لم يجد عبدالمجيد حذاء يناسب قياسه الصغير قبل أن يأخذ المخرج المسرحي المرحوم عبدالمجيد الشطي إلى محل أطفال ليجد مقاسا يناسبه وسط ضحكه المتواصل .

تعليقات

اكتب تعليقك