#جريدة_الآن - صالح الشايجي يكتب: في ضيافة الملك

زاوية الكتاب

كتب صالح الشايجي 469 مشاهدات 0


الأنباء:

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن وولي عهده يتابعان مباراة في كرة القدم يشارك فيها المنتخب الأردني، ويظهر معهما في الصورة عامل نظافة أردني كان الملك استدعاه لمتابعة المباراة معهما.

وهي صورة إنسانية رائعة وراقية وتدل على تواضع العظماء وقرب الحاكم من شعبه.

هي صورة تحمل كل معاني الإيجابية وتبث الفرح داخل النفس، وهكذا استقبلها أكثر المعلقين عليها، ولكن ومع الأسف راحت تعليقات آخرين تصب في واد آخر وخرجت خارج السرب تماما بل عاكسته في الاتجاه.

فبدل أن ينظر أولئك المعلقون السلبيون إلى بهاء الصورة وجمالها ومدلولاتها الإنسانية وبياض الروح فيها راحوا يضربون في صحراء جدباء خاوية.

حولوا الجمال الذي تحويه تلك الصورة إلى قبح ومناحة وحملوها ما لا تحتمل وراحوا يمولون مواويل الحزن بدل أن ينشدوا أناشيد الفرح.

ينوحون نوح الثكلى على أحوال الشعوب العربية وعن الفساد المستشري والبؤس والشقاء وما إلى ذلك من مسالك لا تفضي إلى خير، ولا أدري ما علاقة كل ذلك النواح بتلك الصورة الجميلة.

باتت حالة التشاؤم والتذمر هي السائدة، وفي كل الأحوال حتى في الأحوال الجميلة، ودائما ما يتغلب سوء الظن وسوء التفسير والتشكيك حول كل شيء جميل، حتى كدنا أن ننسى الفرح والخير والخيرين.

طغيان الحالة السوداوية والتشاؤمية والرافضة لكل ما هو بهي وخير، دليل ضعف وفشل كما أنه دليل على عدم القدرة على التفاعل الطبيعي والتلقائي مع الحدث أيا ما كان شكل الحدث سارا أو محزنا، وهو موت حقيقي للمشاعر وللحساسية الطبيعية لدى الانسان وتفاعله مع ما يحيط به.

مؤسف جدا هذا الأمر الذي أخذ يتفشى كثيرا لدى جماعات كثيرة من الشعوب العربية حيث صار الرأي العام العربي في أغلبه يميل إلى تفسير الأحداث بصورة سلبية وتشاؤمية ويرجح كفة الشر على كفة الخير.

لا شك أن الأحداث السلبية الكثيرة والهزائم المتتالية التي تشهدها الكثير من البلاد العربية هي التي تسيطر على المزاج العام لهذه الشعوب فتدفعها إلى التفكير السلبي والتشاؤمي في كل الأحوال.

تعليقات

اكتب تعليقك