#جريدة_الآن مبارك فهد الدويلة : مستقبل البشرية مع الإسلام

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 653 مشاهدات 0


القبس
من يصدق أنه ما زال في هذا الكون من يؤمن بالشيوعية ونظامها الاقتصادي (الاشتراكية)؟! بل من يصدق أنه ما زال بيننا ومن جلدتنا من يؤمن بهذه العقيدة وهذا النظام الذي سقط في عقر داره بعد تطبيق قسري دام أكثر من سبعين عاماً؟ الشيوعية تقوم على عقيدة الإلحاد، وهي عقيدة تخالف الفطرة البشرية. لذلك، ما إن سقطت حتى بدأت العقائد السماوية تنتشر في الجمهوريات السوفياتية السابقة وروسيا بسرعة فائقة، وبدأ النظام الاشتراكي يأخذ من النظام الرأسمالي شيئاً فشيئاً، وأصبح للملكية الفردية حضور. ومع هذا، ما زال بعض أبناء جلدتنا يعيشون بعيدين عن واقعهم ويتحدثون باسم الاشتراكية والشيوعية، ولأنهم يعلمون جيداً رفض العموم لها بدأوا بالتسويق لها من باب محاربة الفقر ونشر العدالة والتوزيع العادل للثروة! وهي عناوين براقة، ولكنها لم تنفع الشعوب السوفياتية، بمن فيهم الشعب الروسي، في حقبة الحكم الشيوعي الشامل؛ لأنها عناوين فقط.
ما علاقة النظام الاشتراكي بالديموقراطية؟
الاتحاد السوفياتي السابق والصين وثالثتهما كوريا الشمالية دول شيوعية اشتراكية، لم نعهد عنها إلا النظام الدكتاتوري القمعي، وليس للديموقراطية عندها نصيب. والحزب المستأثر بالسلطة هو الحزب الشيوعي. ومع وجود أحزاب شيوعية أخرى، فإن المسموح له بالوصول إلى الحكم هو الحزب الأوحد الذي يحكم قسراً منذ عشرات السنين!
لذلك، نستغرب من يدعو إلى الديموقراطية وهو يتبنى الفكر الشيوعي!
الغريب أن بعض من ينتقد الفكر الإسلامي وينعته بالفشل في إيجاد نظام مناسب للحكم، يضرب مثلاً في إيران وفترة حكم الإخوان في مصر! وكلنا نعرف أن إيران بدأت ثورتها بشعارات دينية تحولت إلى طائفية في ما بعد لتستقر في النهاية على تبني العنصر القومي (الفارسي) أكثر من العنصر الديني، ولذلك لا يمكن أن نقيس عليها واعتبارها نموذجاً. أمّا حكم الإخوان، فلم يكمل سنته الأولى بسبب تكالب الأمم عليه من الداخل ومن الخارج، فمن الظلم أن نعتبره مقياساً للفشل، ولعل بعض المحاولات المعاصرة في تبني الفكر الإسلامي ونجاحها الواضح في تسيير شؤون الحياة دليلٌ على سلامة هذا الفكر وإمكانية نجاح تطبيقه إن وجد البيئة الصالحة، وخذ مثلاً نظام الاقتصاد الإسلامي الذي أثبت تطبيقه نجاحاً كبيراً.. ونظرة سريعة إلى ضحايا النظام الرأسمالي الغربي من حكومات وأفراد تؤكد لنا خطورة هذا النظام الذي يعيش على الفوائد المركبة، وقراءة سريعة لضحايا البنك الدولي من الحكومات التي تدمرت من شروطه وذاقت شعوبها الويل من عقوباته لتؤكد ما ذهبنا إليه. بينما لو شاهدنا الحكومة التي يحكمها حزب إسلامي أصولي وحجم النجاح الذي حققته، وكذلك التيارات والأحزاب ذات المرجعية الدينية التي تحكم دولاً أخرى نجحت إلى حدٍ ما في إيجاد نظام اقتصادي قوي مع ممارسة ديموقراطية مشهود لها، كما هي الحال في تركيا وماليزيا، بينما كثير من الدول العربية التي تحكمها أنظمة ليبرالية ما زالت تتعثر في مسيرتها، وما زال التخلف سمة برامجها وانتشار الفساد عنوان وجودها! لو أنصفنا وأخذنا هذه التجارب بالحسبان، لعرفنا أن المستقبل للإسلام إن أرادت البشرية أن تعيش في أمن وأمان «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ».

تعليقات

اكتب تعليقك