#جريدة_الآن حماد الدوسري يكتب : العلم.. بناء العقل والدولة
زاوية الكتابكتب الآن - الأنباء يناير 13, 2019, 12:21 ص 507 مشاهدات 0
الأنباء
للعلم قيمة عظيمة ترفع صاحبها إلى أعلى المراتب، وتجعله ذا مكانة مرموقة في مجتمعه، فهو شرف تسمو به النفوس وترقى به الأرواح، وشرف العلم من المعلوم وقيمته فيما يقدمه الإنسان لنفسه من رفع الجهل عنها، وتقديم النافع لمحيطه، فهذا هو الهدف الأسمى الذي يسعى له كل عاقل.
وأشرف معلوم هو الله تعالى، فالعلم بأسمائه وصفاته وربوبيته وألوهيته يجعلنا قريبين منه اكثر من غيرنا، ويزيد من خشيتنا له وحبنا إياه، فهو القائل في كتابه الحكيم: «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، فالخشية من صفات العالم، فمن عرف الله حق معرفته خشيه في السر والعلن، ومن جهل العلم بالله وصفاته غرق في ظلام الجاهلية وأصابته الضلالة يتخبط في ظلامها الدامس.
إن معرفة الله وصفاته تجعل المرء يسعى ليتصف بشيء منها، فمن عرف صفة الرحمة ووعاها بحق وعمل بمقتضاها انعكس ذلك في حياته وسيرته، فراح يرحم الآخرين ويحنو عليهم، فتتجلى الصفة الإلهية في النفس البشرية، فتسمو وترقى، ويكون لها شرف ما بعده شرف في التخلق بالأخلاق الكريمة والصفات الحميدة التي دعانا إليها الإسلام وحثنا عليها نبينا.
لم يأمرنا ديننا الحنيف بالرهبانية واعتزال الناس، بل دعانا لنكون عناصر فاعلين في مجتمعنا من خلال تعلم العلوم، فالعلوم الدنيوية مطلوبة، ومنها الطب والهندسة والرياضيات والتكنولوجيا الحديثة والطيران وعلوم الفضاء، فهذا كله مما يعود بالنفع على الإنسان ومجتمعه، ولكن على الإنسان أن يجعل نيته في هذا نفع الآخرين وخدمة الوطن ليكون هذا العمل عظيما في نفسه وعند الله تعالى.
وبما أننا نتحدث عن العلم فهو وإن كان يسيرا على الكثيرين لكن تطبيقه وفق المنهج الصحيح لا يقوى عليه إلا من وفقه الله لهذا، فهو أمانة عظيمة وثقيلة جدا، لا يقوم بها حق القيام إلا خيار الناس وصفوتهم، فلنسع إلى العلم ونرعى أهله، فالأمم لا تزدهر إلا بالعلم.
رسالة أخيرة: إلى كل الحكومات وأخص حكومة الكويت، تعالوا لنبني العقول ونعتني بالدراسات البحثية التنموية لتكون لدينا قاعدة مجتمعية قائمة على أسس علمية بحثية متينة تبني عليها الأجيال منهجها وسيرتها، ولنخصص ميزانية لدعم البحث العلمي وتطوير العقول، فالشباب هم الأرض المنتجة التي نعول عليها في بناء المستقبل.
تعليقات