الخلفان: حكومة ناصر المحمد عجزت عن تحقيق الطموحات

محليات وبرلمان

1138 مشاهدات 0


أعتبر مرشح الدائرة الثانية د.عبدالواحد محمد خلفان أن حكومة الشيخ ناصر المحمد عجزت عن تحقيق الطموحات بسبب نوعية الوزراء مشيراً إلى انه يعتقد بأنه شخص إصلاحي و يسعى للإصلاح و لكن هناك وزراء عاجزين عن أداء واجبهم في حكومته و فشلوا حتى عن الحديث أمام المجلس حتى رأينا وزراء يهاجمون لمدة ثلاث شهور من النواب و لا يملكون حتى القدرة على المواجهة و الرد  و الدفاع عن أنفسهم ولو بكلمة!!
و أضاف د.خلفان خلال لقاء مع ناخبي الدائرة الثانية مساء أمس الاثنين في مقره بمنطقة المنصورية أن سلسلة التراجع التي تعيش بها البلد يجعلنا نتساءل حول سبب هذا التراجع و أن الحديث عن التنمية يتطلب أن نفهم أن الدول التي تتمتع بالديمقراطية تتمتع بتنمية واضحة و لكننا في الكويت نعاني من معادلة مقلوبة حيث أننا نعيش في ظل دستور ظهر منذ 1962 في وقت كانت الدول المحيطة بنا نائمة لا تعرف عما نتطرق له من حرية الممارسة السياسية و حرية الرأي و الشعائر و الآخرون في سبات و لكننا اليوم في تراجع مخيف يجعل الجميع يخشى على مستقبل الكويت في ظل غياب بوادر التنمية ، فالتنمية ليست كلمة إنشائية بل هي كلمة كبيرة تنطوي تحتها العديد من المفاهيم ، فإن استوعبنا معنى هذه الكلمة نرى أنها مثلث يتكون من 3 أضلاع أولها البرلمان فإن كنا نريد التقدم والإنجاز فالمطلوب برلمان و ديمقراطية و دستور و ثانيها الحكومة التي تمثل السلطة التنفيذية في ظل الدستور و لا يمكن تحقيق التنمية دونها و الضلع الثالث هو المجتمع الذي يتكون من مواطنين و ناخبين و ناخبات و مؤسسات المجتمع المدني و جمعيات النفع العام التي تسهم في التنمية.
و بين أن البرلمان في الكويت هو جزء من عملية التنمية و لكن المجتمع الكويتي يشعر بالإحباط تجاه مجلس الأمة متسائلين عما قدمه للشعب فقد كان البرلمان السابق كان الأسوأ لأنه لم يقدم سوى قانونين و ركز على الرقابة و بشكل متعسف و بالتالي أهمل التشريع و أهتم بالرقابة العنيفة من خلال استجوابات تعسفية ناتجة عن تحرك للإجندات خاصة و لتصفية حسابات و كان المجلس يتكون من أقلية اخذت الصراخ لغة لها و أغلبية صمتت بجريمة الأقلية، فإنجازات مجلس 2008 تجعلنا نشعر بالاستياء لأنه لم ينجز فهو صوت الشعب و نحن نريد أن يقد م ويشرع و يسرع بطريقة عاقلة و ليس بالطريقة التي رأيناها حتى رأينا ألم صاحب السمو في خطابه و حديثه عن حالة التشكيك و لغة الحوار في البرلمان، فلا نريد مجلس ينتج تصريحات تشق الصف الكويتي و تزعزع الوحدة الوطنية ، فنحن نريد المعارضة و نريد صوتاً عالياً تجاه قضايا المجتمع و نريد منه الدور الرقابي و لكن ليس بالصورة التي نرى عليها مؤسستنا التشريعية ، فالصراع يصل حتى إلى لجان المجلس فأصحاب الخبرة و المعرفة و التخصص هم أجدى بالتزكية لهذه اللجان و لكن التكسبات و المزايدات طالت المجالس فالكل يريد التكسب فآلية العمل داخل المجلس يجب أن تتغير و أن يتم تطويرها فالطريقة القديمة عقيمة غير قادرة على الإنجاز و نرى نواب يدخلون اللجان و لا يحضرون و يتغيبون و لهذا نرى مرضيات و أعذار فالنائب إن كان يستخدم أوراق المرضيات ليبرر غيابه و لا يبرر عدم إنجازه فهل دخولهم مجرد 'برستيج' أم جزء من دورهم في خدمة هذا الوطن والتصدي للعمل العام يتطلب شخص يعطي من وقته من أجل الكويت فـهناك 65% من شعبنا تحت الـ16 عاماً فما الذي سنقدمه لهذا الجيل و لماذا نعيش على تذبذب أسعار العائدات النفطية في غياب خطة تتطلع لحال أسواق النفط و علاقتها بميزانية الدولة و دخلها و البحث عن بدائل من أجل استمرار الدولة دون الاعتماد على التفط فالجميع يفكر و لكننا نتقاعس عن التفكير.
ووجه اللوم إلى الحكومة كذلك لأنها لم تقدم الإنجازات لأنها لم تكن تملك خطة و برنامج عمل متكامل الأركان و مرصودة الميزانيات و تقدم للمجلس و تقر و هذا حسب الدستور و لكن هذا لم يحدث منذ الثمانينيات و هذا جزء من المشكلة فالحكومة لا تستطيع تقديم خطة نسير عليها في إصلاح ملفات مهمة كالتعليم و الصحة و الإسكان والبدون و التوظيف و هي قضايا خطيرة لا نستطيع السكوت عنها لأنها ستنفجر لأننا نتعامل بطريقة لا أسمع لا أرى لا أتكلم و يجب حسم هذه الملفات و لكنها عاجزة و فشلت في تقديم هذه الخطة.
و أضاف:  إذا ما نظرنا إلى نوعية الوزراء و رئاسة مجلس الوزراء نرى أنهم يخشون المواجه وحل المشاكل التي تعانيها وزاراتهم فهناك عشرات الملايين تضيع بسبب المخالفات و تضر المال العام و تحول لديوان المحاسبة ولا يتم معالجتها حتى لا يتم تشكيل لجان للتحقيق فيها ، فهناك 5 حكومات في عامين و هذا لا يحدث حتى في أدغال أفريقيا!! فالوزراء لا يعرفون وكلاءهم فالمطلوب رجال دولة و نحن نملك في الكويت كفاءات إدارية و علمية و أصحاب مؤهلات و لكنهم مغيبين عن الساحة فما نريده هو وزراء يملكون خطط واضحة لتطوير العمل و لمعالجة السلبيات و برامج عمل فلا نسمع بوزير كويتي طلب عقد جلسة لمناقشة العمل في وزارته من خلال خطة العمل الذي يملكها!! فالناس تنتظر تقديم الحكومة لمبادرات لإصلاح الأوضاع بالبلد حتى وصلنا إلى مرحلة سيئة!!
و أوضح أننا نعاني من التخلف في عدة نواحي حتى طرق السير التي تكبدنا كلفة اقتصادية نتيجة التأخير في إزدحامات طرقنا المرورية و نحن نضخم هذه الكلفة الاقتصادية نتيجة تأخرنا عن أعمالنا و تأثير ذلك على نواحي العمل في البلد و مع هذا إن انتقدنا إدارة المرور و القطاع الهندسي فيها هاجمونا و زعلوا!! وفي وقت الذي تتقدم دول الجوار مثل البحرين في الهندسة المرورية و تضع الخطط و الحلول نرى وزارة التعليم العالي ترسل بعثات لدراسة التغذية !! فكيف نتقدم و نطالب بتحقيق التنمية إذا كانت حكومتنا لا تملك خطة و برنامج عمل فزمن المعجزات انتهى و يجب أن نعمل بجد لتحقيق هذه التنمية المنشودة.
و بين أن كل فرد في المجتمع لديه دور في المسؤولية ولا يقتصر دورنا على الاختيار و التصويت مشدداً على المساهمة لكونه دور وطني و جزء من الشراكة الإستراتيجية في المواطنة من خلال اختيار أفضل من سيخدم البلد و يجب أن لا ننام بعد أن ندلي بأصواتنا و نظل نتبنى ثقافة البكاء على اللبن المسكوب بل لدينا أدوات ضاغطة فالنائب يهتم بسهام المراقبة من قبل الجمعيات والمؤسسات المجتمعية فكل الشعوب من خلال الإعلام و مؤسسات المجتمع المدني تساهم في المسؤولية في تصحيح و إنتقاد و إبراز الأخطاء فهذه بلدنا و يجب أن نتحرك من أجل تصحيح هذه الأوضاع، فالوعي السياسي بصراحة متدني رغم أننا شعب نعيش في ظل تاريخ  (متجذر ) في الديمقراطية و يجب أن نعيش في ثقافة الاختلاف و ليس ثقافة الخلاف إن كنا فعلاً شعب ديمقراطي.
و كشف أن هناك مجموعة من المقومات الأساسية للمضي في طريق تحقيق التنمية و هي الاستقرار السياسي و الاستقرار الاقتصادي و هذين العنصرين وجهين لعملة واحدة و لكن في الكويت فقدنا الاستقرار السياسي نتيجة التأزم و الحل الدستوري و الاستقالات الحكومية و الاستجوابات و التصريحات النارية و محاولات شق الوحدة الوطنية فنحن في السنوات الأخيرة نرى قضايا مزقت الكويت و لولا عناية الله و أفعال الخيرين حدث ما لا يحمد عقباه مثل قضية التأبين و حالة الهيجان التي رافقتها حتى قال القضاء كلمته و بعد ذلك أتت قضية السيد الفالي فأنا لا أزايد و لا أخاف و أعلنت بهذا الشأن أن هناك من يحاول تمزيق البلد سواء كان يشعر أم لا و اليوم أقولها أن هذه المحاولات مستمرة من خلال أطروحات التفرقة بين البدو و الحضر و السنة و الشيعة و أبناء المناطق الخارجية و الداخلية و الدماء الزرقاء و الحمراء و لكن الحقيقة أن أبناء الكويت كلهم يعشقون هذه الأرض دون أي تفرقة و تمييز ، فالمطلوب تعزيز دور المواطنة و تنمية روح التربية الوطنية من خلال مراحل التعليم و إلا بتنا في خطر وكذلك يجب أن نتفهم معنى سيادة القانون و احترام السلطة القضائية و تعزيز حقوق الإنسان و الحريات في ظل وحدة وطنية و مظلة علم الكويت.

الآن – محرر الثانية

تعليقات

اكتب تعليقك