#جريدة_الآن - عصام الفليج يكتب: لنحفظ سمعة المجتمع الكويتي في دراما رمضان
زاوية الكتابكتب عصام الفليج يناير 7, 2019, 11:10 م 430 مشاهدات 0
الأنباء:
هل تذكرون مسلسلي «الغرباء» و«مدينة الرياح».. وغيرهما من الأعمال الدرامية الرمضانية، التي كنا نجتمع حولها بعد الفطور، ثم نتجه لصلاة العشاء والتراويح؟ كنا نعتقد أنها أعمال موجهة للأطفال، ولم نربط الأحداث وكلمات المقدمة بالواقع، ثم اكتشفنا ارتباطها تماما بالاحتلال العراقي الغاشم للكويت، وكأنها تحذرنا منه.
نعم.. يعمد كثير من الأدباء والمؤلفين والمنتجين في العالم لإنتاج أعمال فنية تبعث من خلالها رسالة للحكومات أو جهات معنية، فقد تكون رسالة تحذيرية «آلام المسيح»، أو رسالة توعوية «إلى أبي وأمي مع التحية»، وقد يستوعب المتلقي الرسالة ويستجيب لها، وقد يتجاهلها كما هو الغالب العام، فتأتي النتائج سلبية.
وتستعد هذه الأيام شركات الإنتاج الفني في العالم العربي لإنتاج مسلسلات شهر رمضان القادم، لتبيعها على عدة قنوات فضائية، ومنها تلفزيون الكويت، الذي يشارك أيضا بعدة أعمال كويتية بصفة منتج منفذ.
وأذكر أنني كتبت مقالا قبل سنوات ذكرت فيه أن التلفزيون هنا هو صاحب اليد العليا، فهو المشتري أو الممول الرئيس للعمل الفني، وعليه أن يفرض قيمه وأهدافه على المنفذ، لا أن يقبل الجمل بما حمل، واقترحت أن تحدد وزارة الإعلام أهدافا قيمية وتنموية في كل عام، وتطلب من المنتجين الالتزام بها ضمن العمل، وعرضها ورقيا وعمليا على الجهات المعنية، والاستعانة بالأدباء وكتاب الرواية الكبار وأساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية في تقييم الأعمال.
وبالفعل استجابت الوزارة لبضع سنوات بوضع إعلانات مبكرة تحدد فيها القيم المطلوبة، إلا أنها ومع تعاقب المسؤولين في الوزارة توقفت.
ونجدد اليوم ذلك المقترح لوزارة الإعلام، وأن تأت متأخرا خيرا من ألا تأت، فهناك شبه اتفاق اجتماعي بعدم قبول معظم محتويات التمثيليات الرمضانية، وأنها لا تمثل في مجملها حقيقة المجتمع الكويتي، بقدر ما تشوه سمعته وتاريخه، وتفتقد إلى القيم الإيجابية، وتعتمد الطرح السلبي، وتدعو إلى الحزن والكآبة، فضلا عن اللهجة المصطنعة التي ينبغي أن تقف لها الوزارة كواجهة وطنية.
وينبغي التحذير من المساس بالقيم الدينية بشكل أو بآخر، أو تشويه صورة المسلمين أو المتدينين لأسباب إخراجية أو حاجة في نفس يعقوب، والتنبيه لعدم السخرية من التراث الكويتي والعادات والتقاليد، فهذا ما لا يليق بتلفزيون ولا إذاعة الكويت، ولا يقبله أي شخص يرى أنه مواطن حقيقي.
كما أن الطرح السطحي المكرر، والأسلوب الوعظي المباشر، والإسفاف في الألفاظ، والمبالغة في الأزياء، لا يجد قبولا ولا أذنا صاغية، لذا.. فنحن بحاجة إلى شيء من الذكاء الاجتماعي في طرح القيم، لتصل الرسالة بشكل سلس إلى القلب الواعي والعقل الباطن، وحتى نحقق ذلك.. علينا الاستعانة باختصاصي نفسي واجتماعي وتربوي، من أصحاب الخبرة الميدانية، وهذا ما تقوم عليه كبار شركات هوليوود حتى تحقق أداء يقارب الواقع، وإنتاجا يلامس الوجدان، مبتعدة عن الآثار السلبية للعمل، حتى لا نبني قيمة ونهدم أخرى.
وأخيرا.. ضرورة تضمين تصوير الأزياء الكويتية قدر المستطاع، والمعالم التراثية والسياحية والمجمعات التجارية والأسواق والمقاهي الشعبية والحدائق الشهيرة والمرافق العامة، لأن وطننا يستحق أن نتكلم عنه بأفعاله وإنجازاته وأبطاله ورموزه ومعالمه ومبانيه وأبراجه.
أعلم أن أمام وزارة الإعلام مسؤولية وطنية كبيرة، فالمسألة ليست تعبئة ساعات زمنية للدورة التلفزيونية، ومنافسة العرض الأول، بقدر التميز في المحتوى والمضمون. اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه.
تعليقات