#جريدة_الآن - صالح الشايجي يكتب: ثقافة التشاؤم شاعت بيننا وكأن بلادنا لا تصلح لسكنى إنس ولا جان
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي يناير 6, 2019, 11 م 471 مشاهدات 0
الأنباء:
شاعت بيننا ثقافة التشاؤم والتذمر والنظر إلى ما يجري في البلاد من منظور الاستياء والتشكيك وسوء الظن، حتى غدت بلادنا وكأنها دار شؤم وخرابة تنعق فيها الغربان ولا تصلح لسكنى إنس ولا جان.
والعياذ بالله من كل ذلك ومن كل من يرى بلادنا من خلال ذلك المنظور السوداوي الكريه.
إن بلادنا ليست بذلك السوء الذي يظنه الظانون ولا هي بمثل ما يتصورون أو يظنون، وأنا على ثقة بأنهم غير جادين بنظرتهم السوداء تلك، ولكنه استسهال الرأي وعدم الجدية في دقة التقييم وغياب الضمير في محاكمة الواقع هو الذي يجعل الكثير من المتعثرين في دروب الرأي والكلام يقولون ذلك.
إن الحسن في بلادنا يغطي على سوئها وكأن هذا السوء غير موجود على الأرض ولا تراه إلا العين الباغية الباغضة الساخطة.
لا يخلو الأمر من سوء بل وسيئات ولست أكتب لتغطية العيوب وستر الأخطاء وتجميل البشائع، ولكن لإيضاح الحقيقة المظلومة كثيرا في بلادنا.
لدينا قوانين تعطي للمواطن حقوقا قل أن تعطيها دول أخرى لمواطنيها فيها من الرفاهية والترف فوق ما يحتاجه الإنسان، ولكن سوء التصرف والبطر لدى شرائح كبيرة من المواطنين وشيوع الثقافة الاستهلاكية لديهم يبدد كل ذلك الترف ويجعلهم في خانة المعوزين، وهنا يكون العيب فيمن تصرف بسوء وبرعونة وليس في القانون ولا يدل على سوء في البلاد أو تقصير منها إزاء مواطنيها.
لست خبيرا بكل ما تقدمه الكويت لمواطنيها، ولكن على سبيل المثال تقدم للمواطن بدل إيجار وتقدم له أرضا وتمنحه قرضا ميسرا لبناء بيت وتمنحه قرضا ومنحة للزواج والراتب التقاعدي يعتبر جيدا جدا قياسا على الرواتب التقاعدية في كثير من البلاد.
هذا غيض من فيض مما تقدمه الكويت لمواطنيها، ولا نغفل التعليم المجاني والتطبيب وحتى العلاج في الخارج تتكفل به الدولة لمن يحتاجه.
كل هذه الأمور وغيرها وهو أكثر منها ولم أذكره يجعلنا مواطنين مرفهين ومكفولين بجميع الاحتياجات التي يحتاجها الإنسان في حياته.
أتمنى أن تسود النظرة الراضية المتفائلة المنصفة بيننا وأن نرى واقعنا من خلالها، وأن نبلع ألسنة الشماتة والتذمر والتعييب.
تعليقات