يوسف عبدالرحمن يكتب : للمسجد حُرمة!
زاوية الكتابالآن - الأنباء ديسمبر 29, 2018, 11:35 م 635 مشاهدات 0
الأنباء
المسلمون عبر التاريخ مارسوا شؤون العبادة وطلب العلم والتكافل والتشاور داخل مساجدهم واختلفت الأنشطة الرسمية والاجتماعية مع تطور الدولة الاسلامية، ولهذا برزت المساجد في تدوين الدواوين واختص كل ديوان بنشاط وكان المسجد كل شيء في حياة المسلمين.
المساجد في الكويت القديمة رغم صغرها ومبانيها المتهالكة إلا أنها قامت بدور كبير في الحياة الكويتية الشاملة، فكان المسجد هو الملتقى للصالحين لإصلاح المجتمع، ومع تطور الحياة السياسية في الكويت بدأ يتم تنظيم أمور المساجد عبر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي (للأمانة) عبر التاريخ كان لها دورها المؤثر في الأئمة والخطباء والدعاة، فكان دور (الوزارة) محوريا وجادا في مسيرة الإصلاح والوسطية في ترتيب النظم واللوائح التي تحكم بيوت الله في أرضه.
يعد المسجد من المرافق الحكومية التي لها سمت خاص وتقدير واحترام وهيبة، ومازال يحظى بهذا الاهتمام للأدوار التي يقوم بها هذا المسجد.
لو عدنا للتاريخ لوجدنا ان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أول من اهتم بالمساجد لأنها دور الإيمان والعبادة والاستقامة والتقوى، ففيها صلاته واعتكافه ومشاوراته وقراراته، وكان يستقبل فيها ضيوفه ووفوده، ويفصل بين المتنازعين الى غير ذلك من المهمات العبادية والتربوية والاجتماعية والتوعوية.
غير ان المساجد في بعض العصور انتكست وابتعدت عن المنهج النبوي وتقلصت أدوارها وكانت تُقفل امام كل من يحاول ان يمارس فيها اي نشاط.
مع تطور الكويت التفت (المخلصون) من اهل الكويت من اصحاب الهمة وحافظوا على هذه المساجد من خلال التشريعات من اجل احياء ادوار المساجد وإعادة المكانة اللائقة بهذه المساجد حتى تستعيد أدوارها، وهذه فرصة لأشكر كل من توالوا على وزارة الأوقاف من وزراء ووكلاء ووكلاء مساعدين ومديرين، فكل منهم حاول قدر استطاعته (حفظ بيوت الله) من كل ما يسيء إليها، ومن يرجع الى الأرشيف يجد هذه الجهود المباركة مدونة.
نفخر (نحن) في الكويت بأن المساجد من أولويات المتبرع والمسؤول ولله الحمد والمنة ويتضح هذا من الاهتمام بعمارة المساجد ومرافقها وزخارفها التي لا تفسد على الناس الخشوع!
اليوم المتبرع وأيضا الوزارة يشكران، بدأ كل منهما بطريقته يهتم بعدم الإسراف وإضاعة المال حتى ان كثيرا من المتبرعين بدأ يتفهم في تبرعاته ان الأولوية ليست للمساجد بل لأمور اكثر ضرورة في وجود ميزانيات ومتبرعين لهذه المساجد.
كما ان الوزارة (مشكورة) تهتم بقضية (الإمامة والعمالة) اللازمة لهذه المساجد واليوم (المسجد) له أهداف كثيرة تتحقق من خلال وجود هذه (الطاقات البشرية التي تهتم حتى بأدق التفاصيل مثل الخطيب الحائز شهادة الشريعة والمتخصص في مختلف العلوم الشرعية والمؤذن حسن الصوت وهكذا..).
٭ ومضة: الكويت تفخر بإنجازاتها الرائعة في بيوت الله تنظيما إداريا وعناية بكل ما يخص آداب المسجد وتتابع هذا المسجد فمنعت القبور والبيع والشراء وإقامة الحدود والجمع بالكراتين، وأحيت أدوار المسجد ودعمت أثره التعليمي والتوجيهي والتربوي والاجتماعي خاصة حلقات حفظ القرآن وتعزيز وتأصيل خطبة الجمعة.
٭ آخر الكلام: لا تخلو مساجد الكويت من الندوات والمحاضرات التي توعي بالأحكام الشرعية والقضايا الدعوية مستفيدة من خطباء المساجد أو كبار الدعاة الزوار والذي يتسنى له زيارة الكويت في رمضان يعي ويعرف الأدوار التي تقوم بها هذه المساجد والقلاع الإيمانية.
٭ زبدة الحچي: أبارك للوزير الجديد معالي الأستاذ فهد الشعلة وللوكيل الدينمو الاستاذ الشيخ فريد عمادي والحادب على دينه الأستاذ داود العسعوسي وكل المديرين الذين لهم صلة بهذه المساجد المباركة.
نفخر والله العظيم بهذه المساجد التي تعلم الناس اليوم حقوقهم وواجباتهم فيشاع العلم بالحقوق والواجبات بين جميع الفئات ويساهم اليوم خطباء هذه المساجد في القضاء على الانحرافات وتوضيح المذاهب الهدامة والسبل البدعية او الجنوح عن الوسطية وتوازن الاتجاه للناس.
مساجدنا فخرنا واعتزازنا وهي نعمة لأنها بيوت الله في أرضه وملجأ كل تائب ومدرسة كل الأسوياء.. في أمان الله.
تعليقات