علي أحمد البغلي يكتب : لن نصدِّق حتى نرى!
زاوية الكتابالآن - القبس ديسمبر 29, 2018, 11:26 م 703 مشاهدات 0
القبس
لم تشهد الكويت القديمة والحديثة في تاريخها ما نعاصره الآن في الحقبة الرمادية التي نعيشها، من تفشّي الفساد والرشى، إلى تزوير وشراء الشهادات، إلى تدني مستوى التعليم العام، وانحدار مستوى التعليم الجامعي خطوات للوراء في السنوات الأخيرة، وقائمة بلاوٍ طويلة نكررها يومياً في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والدواوين، وفي أفكارنا ونحن نقود سياراتنا، أو عندما نطرق مفكرين في مكاتبنا..
ويرى الكثيرون أن أحد أسباب ما نغرق فيه من بلاوٍ هو وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب! حتى أصبح ذلك المظهر سمة قاربنا أن نتعود عليها! فالعشرات من المستحقين للترقيات وتبوُّؤ المراكز العليا جرى تخطيهم بأصحاب الحظوة النيابية والقبلية والفئوية، حيث أصبح ما تعارفنا على تسميته بالتعيينات «البراشوتية» سمة متكررة في معظم أجهزتنا الوظيفية الحكومية وعشرات الهيئات والدواوين والمؤسسات والإدارات المستقلة ـــ اسماً ـــ
آخر من جاءت الأنباء بتعيينه في مركز قيادي هو شاب كان يشغل وظيفة متواضعة، أهّله انتماؤه العائلي والقبلي إلى مركز قيادي في وزارة وأمثاله أكثر من أن يعدوا ويحصوا! والمصيبة أو البلوى أن المسؤول أو «فلتر» التعيينات هو ــــ أو المفترض أن يكون هو ــــ «ديوان الخدمة المدنية» الذي مارس في السنوات الأخيرة حكمة: لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم! إزاء تلك التعيينات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
* * *
ومضت بنا تلك الأحداث المسبّبة لكآبة العرسان ليلة زفافهم، حتى قرأنا في صحف الخميس الماضي 27 ديسمبر خبر مرسوم أميري ــــ يُكتب بماء من ذهب ــــ بس بشروط سنذكرها آخر هذا الكلام! حيث يتضمن المرسوم وجوب أن يرشح الوزير 3 مرشحين لأي منصب قيادي، وكيل وزارة أو وكيل مساعد، يعرضون على مجلس الخدمة المدنية، ويتم إعلام الوزير بمن وقع الاختيار عليه من المرشحين.. فالمرشحون يخضعون لاختبار تضعه لجنة دائمة شكّلها مجلس الخدمة المدنية تضم 3 أساتذة من جامعة الكويت، ويتم الاختبار إلكترونياً ضمن 5 مجاميع من المهارات يخضع لها المرشح، أولاها مجموعة المهارات الإدارية، وتضم مهارات التنظيم والقيادة، وإدارة الصراع.
ومجموعة الصفات الشخصية، وتضم مهارات اجتماعية ابتكارية إبداعية وذهنية، ومجموعة المهارات المالية، وتضم المعرفة بالقواعد والأحكام المالية، والمجموعة الرابعة يخضع المرشح لاختبارات مهارات التخطيط، وتضم التخطيط الإستراتيجي والتفكير المنطقي وحل المشكلات، وصنع القرار. وفي المجموعة الخامسة يتم اختبار المرشح في اللغة الإنكليزية، حيث يشترط الإلمام بالمفردات اللغوية والقواعد العامة والقراءة والفهم.
ويعتبر الحاصل على 70 في المئة في المجاميع الخمسة ناجحاً، ويتم إخطار مجلس الوزراء باجتيازه الاختبار ليتخذ القرار بتعيينه، ومن يرسب فعليه الانتظار سنة كاملة لإعادة الاختبار.
ونحن قد سُررنا بصدور هذا المرسوم أقصى درجات السرور، ولكنه سرور منقوص، لأننا لا نضمن تنفيذ المرسوم بحذافيره وبأمانة وإخلاص، وهو الأمر الذي تعودنا عليه من أغلب الوزارات والهيئات الرسمية الحكومية، فنحن نملك، أو لدينا، في الكويت شبكة قوانين محكمة في كل مناحي الحياة، لكن مشكلتنا في سوء التنفيذ أو التطبيق، وبالتالي نقول لمسؤولينا الكرام، سنرفع لكم عقلنا تحية واحتراما عندما نرى رؤية العين التزامكم بتنفيذ ذلك المرسوم بالأمانة والإخلاص، عندها فقط ــــ أي إذا رأينا ذلك رؤية العين Seeing is Believing ــــ تكتمل فرحتنا إن شاء الله..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هامش:
أحد العباقرة من نوابنا، أرجعنا الى زمن الجاهلية، عندما ذكر أن شجرة الكريسماس تذكره بشجرة كانت في أيام الجاهلية تسمى «ذات أنواط»، يتبارك بها أهل الجاهلية، داعيا وزارة الإعلام الى التحذير من اتباع ثقافة اليهود والنصارى، على حد قوله!
ونقول للنائب الفلتة إن شجرة الكريسماس لا أحد يتبارك بها، وإنما تنصب في المنازل والأماكن العامة لتضفي البهجة والسرور للأنفس بألوانها الزاهية.. أما اتباع ثقافة اليهود والنصارى، فنقول له نريدك قدوة لنا في هذا المجال، في أن تعيش في خيمة، وتأتي للمجلس على ظهر جمل أو حمار، ولا تستخدم الهاتف النقال ولا التكييف، ولا أي شيء جاءت به حضارة أو جهد اليهود والنصارى، ونرجوك الالتزام بذلك وما تؤمن به فقط.. وسلِّم لي على «سبايدرمان»!
تعليقات