اقبال الأحمد تكتب : جامعة الكويت.. وما زال العرض مستمراً

زاوية الكتاب

الآن - القبس 1001 مشاهدات 0


القبس 

تراجع تصنيف جامعة الكويت في مؤشر Qs العالمي من المركز 651 الى 700 عام 2018، وذلك بسبب انخفاض تصنيفها بثلاثة معايير، اولها السمعة الاكاديمية، ورأي جهات التوظيف، ونسب اعضاء هيئة التدريس الاجانب. ووفق تحليل نتائج جامعة الكويت، فان الانخفاض المتوقع لعام 2019 سيكون من المركز 100 الى 1000 بسبب الانخفاض بالمعايير، التي اجد اهمها مرجعية الابحاث لكل عضو هيئة تدريس التي انخفضت 20 في المئة.

هذه النسب وهذه المعلومات اعلنها وزير التربية وزير التعليم العالي حامد العازمي ردا على سؤال للنائب جمعان الحربش، مما خلق عندي حالة من الدهشة والتساؤل عن الصدفة التي اعلن فيها الوزير هذه الحقيقة المحزنة.

النائب الحربش مع تقديري الخاص لشخصه الكريم هو من المؤيدين والداعين والمحاربين لاستمرار فصل التعليم في جامعة الكويت، مما ادى الى ازدواجية التكاليف، فبدل كلية واحدة يتعلم فيها طلبتنا من الجنسين، اصبحت هناك كليتان او لنقل مبنيان كاملان بالتجهيزات وعدد الفصول وهيئة تدريس، مما تسبب في تضاعف التكاليف التي نحن في امس الحاجة إليها لتطوير التعليم والنهوض به وهيئة التدريس.. ويستمر الحبل على هذه الوتيرة حتى يفصل الطالب الناضج المسلم المتربي داخل اسرته عن الطالبة الناضجة المسلمة المتربية داخل اسرتها على مدرجات القاعات وامام طاقم التعليم، ليتركوا مختلطين في بقية انحاء الكليات والحياة اليومية العادية.

لو ان تكاليف هذه الازدواجية في تكاليف كل شيء بجامعة الكويت خصصت لدعم الابحاث، لاستفدنا بدل المرة الفا.. ولو قارن النائب الحربش ومن دفع مثله من نواب آخرين لفرض هذا الفصل في التعليم الجامعي ما حصدوه هم وما حصده الوطن وما وصل اليه الوضع بالجامعة اليوم، لأيقنا ان هناك قرارات تتخذ لا تؤتي ثمارا ابدا.

هل ارتقى طلبتنا بعد ان فصلوا على مقاعد الدراسة.. وهل ارتفع مستوى التعليم الجامعي منذ لحظة اعلان الفصل؟

سنوات طويلة مرت ومبالغ أهدرت على قناعات برأيي ابعد ما تكون عن مصلحة وطن او ارتقاء شعب… تصويت تم في دور انعقاد قبل سنوات طويلة.. بموافقة ودعم من قبل حكومة ضعيفة او ربما وزير خائف على منصب ما او مكان ما او.. او خوف من امتداد تطرف ديني طال الوطن فأعاق بعض مفاصله عندما تمت تلبية بعض مطالبه من دون دراسة جادة لتداعياتها وتأثيراتها في المواقع والاماكن والمجالات المقصودة.

ما زال الفصل بالتعليم الجامعي موجودا رغم قناعة اغلبية النواب واكثرية الشعب الكويتي انه لا طائل من هذا الفصل.. وان الاسباب التي طرحت لاقراره لم تتحقق كما يرون هم… فالاختلاط والتعليم المشترك موجودان بالكويت، اما بشكل مباشر او غير مباشر، ولم نشهد صورا مخجلة… تلك الصور التي يمكن ان نراها في اماكن اخرى ومن وراء اعيننا شئنا أم أبينا.

المحزن بالموضوع اكثر ان نائبا واحدا او تكتلا نيابيا بالمجلس الحالي او السابق او الذي قبله لم يحاول اعادة الصورة الى ما كانت عليها قبل قرار فصل التعليم في جامعة الكويت… ولم نشهد اي تحرك جاد يعيد الثقة إلى الطلاب والطالبات الجامعيين ولأسرهم التي ربت.. وللمجتمع الكويتي المسلم المحافظ بطبيعته.. بل ما زال الوضع على ما هو عليه، لان هناك امورا تبدو اهم بكثير جدا يناقشها النواب وينشغل بها المجلس… وما زال العرض مستمرا والتعليم الجامعي يتراجع عاماً بعد عام.

تعليقات

اكتب تعليقك