حسن فتحي يكتب: القهوة السادة.. مسجل خطر

زاوية الكتاب

حسن فتحي 554 مشاهدات 0


الأهرام المصرية:

هي المشروب الأكثر شعبية في العالم؛ حيث يتناول منها سكان العالم 1.4 مليار كوب يوميًا.

إنها القهوة، التي تعد أكثر سلع العالم استهلاكًا بعد النفط، والفضل في انتشارها عالميًا يرجع إلى اليمنيين، فهم أول من زرعوا شجرة البن منذ منتصف القرن الـ15 وصدروه إلى العالم.

فاحتساء القهوة أصبح "متلازمة يومية" لملايين الناس في العالم، إذ تحظى بشعبية جارفة بسبب مذاقها الفريد، وقدرتها على تغيير مزاج كثير من الناس، خصوصًا في الساعات الأولى من النهار.

ولأنها المشروب الأكثر شعبية في العالم، من الطبيعي أن تكون هدفًا لكثير من الأبحاث والدراسات العلمية، فتارة تكون مفيدة، وتارة أخرى قد تكون ضارة، حين تحذرنا دراسات أخرى من الإفراط في شربها، وذلك وفق "هوى" الجهة الداعمة للدراسة، فالأمر قد يكون مألوفًا في حال ارتبطت "سلعة ما" بشريحة واسعة من المستهلكين حول العالم.

ففي الوقت الذي قالت فيه دراسة سابقة، صادرة عن "الجمعية الأوروبية لطب القلب" إن تناول أربعة أكواب من القهوة في اليوم قد يخفض خطر الموت بنسبة تبلغ حوالي 64%، يُصدر قاض أمريكي في مارس 2018 حكمًا صادمًا لعشاق القهوة في العالم، خلاصته أن القهوة تناظر في مخاطرها الصحية البطاطس المقلية، في احتوائهما على مادة الأكريلاميد، التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان!!

هذه المادة الخطيرة تتشكل عندما يتم طهي بعض الأطعمة النشوية عند درجات حرارة عالية "فوق 121 درجة مئوية"، وبالنسبة للقهوة فإن مادة الأكريلاميد تتشكل فيها عندما يتم تحميص حبوب القهوة!..

وقضى الحكم بإلزام بائعي القهوة بنشر تحذيرات تفيد بأن القهوة قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا بين مالكي المقاهي ومتناوليها، لكن الحكم لم يعجب المدير التنفيذي لجمعية القهوة الوطنية الأمريكية، وأصدر بيانًا دافع فيه عن القهوة، مؤكدًا أنه قد ثبت مرارًا أن لها فوائد صحية، دون أن يقدم دليلاً قاطعًا على صحة ذلك!

وقبل أيام نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية دراسة نقلاً عن المجلة العلمية "Appetite"، وتعني "الشهية" تقول إن شرب القهوة السوداء قد يكون مؤشرًا على الإصابة بمرض معين، وتحديدًا هناك علاقة بين حب القهوة السوداء والميول السادي أو النفسي .. فكيف ذلك؟

في هذه الدراسة، التي قام بها باحثون من جامعة "إنسبروك" النمساوية، طلبوا من ألف شخص - ممن يشربون القهوة - تسجيل طعامهم ونكهاتهم المفضلة، وربطوا ذلك بإجراء اختبارات لتقييم الصفات الشخصية المعادية للمجتمع، على غرار السادية والنرجسية والاعتلال النفسي.

المفاجأة غير السارة التي رصدتها الدراسة أن تفضيل "النكهات المُرة" مرتبط بسلوك متعلق بالاعتلال النفسي، وأن الرابط الأكبر كان بين "الطعام المُر" و"السادية اليومية" أي الاستمتاع بإيقاع الألم والأذى بالآخرين.

وحتى لا يظن كل من يفضلونها "سادة" أنهم "ساديون"،ك حتى لا نظلمهم، فربما كان الكثيرون منهم مرضى بالسكر، أو اعتادوا تناولها بـ"النكهة العربية"، كما هي النكهة السائدة في كل دول الخليج، فإن "القهوة السادة" ليست الوحيدة المرتبطة بالميول السادية أو النفسية، فقد لاحظ خبراء الدراسة أن المشاركين فيها "مولعون" بتناول الكرفس والفجل وماء التونيك.

وقد لا نختلف كثيرًا في قبول أهم نتيجة انتهت إليها هذه الدراسة، والتي اختزلتها في أنه "كلما زاد الأشخاص من تناول الأطعمة والمشروبات ذات المذاق المُر، كانت شخصياتهم مظلمة"، حتى إن كانت الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى، وأن "الأدلة مازالت نادرة" بشكل عام.

عمومًا، أيًا تكن نكهتك المفضلة في تناول القهوة، "ع الريحة" أو "زيادة" أو "عربية"، فعليك أن تراجع نفسك إن كانت نكهة قهوتك "سادة"!!

تعليقات

اكتب تعليقك