زبوط النقعة والحويته والعوعو.. قواقع واصداف زخر بها بحر الكويت قديما

منوعات

الآن - كونا 1019 مشاهدات 0


ارتبطت حياة أهل الكويت قديما بالبحر فهو مصدر الرزق وعصب الحياة وهو المتنفس الرئيسي للترفيه والتنزه ومنه تعرف الناس على مكوناته وأبرزها القواقع البحرية فاطلقوا عليها اسماء متنوعة ومنها (زبوط النقعة) و(الحويته) و(العوعو).

وكان اللعب بالصدف والمحار شائعا في الكويت قديما وبالأخص بين الفتيات اللواتي كن يجمعن الصدف الملقى على ال(يال) اي شاطىء البحر عند ذهابهن اليه مع امهاتهن وقت غسيل الملابس.

وحول ابرز اسماء القواقع والاصداف التي تزخر بها البيئة البحرية الكويتية اوضح الباحث في التراث الكويتي حسين القطان في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس أن هناك مسميات عديدة واشكال مختلفة وألوان جميلة للقواقع والاصداف المشهورة قديما.

واوضح القطان ان من بين تلك القواقع والاصداف ما كان يسمى ب(الشقيقة) و(ناب الفيل) و(أذون البحر) و(صنيديق البابا) و(البطوش) و(زبوط بوعلوه) وهو أبيض كبير الحجم يوجد في كل مكان.

وبين أن من القواقع التي توجد بكثرة في البيئة الكويتية البحرية (الحويته) وهي نوع من أنواع القواقع الحلزونية الشكل تلتصق بالصخور القريبة من الشاطئ لونها زيتي وبداخلها حيوان رخوي لزج مخطط باللونين الأبيض والأسود يؤكل لحمه بعد (الفوح) أي بعد سلقه بالماء الحار والبعض كانوا يبيعونه بعد الطبخ.

وذكر أن من أنواع القواقع أيضا نوع يسمى (بقرة) وآخر يسمى (خلالة البحر) وشكله جميل وهناك (الصبمبوه) وهو نوع من القواقع دائرية الشكل مضغوطة قمتها مدببة حجمها صغير جدا ولونها وردي يميل الى البنفسجي الفاتح ولها نقوش وزخارف مجوفة من الداخل وفيها حيوان صغير له أرجل سريعة التجمع مع بعضها ولا يؤكل.

واوضح أن هذا (الصبمبوه) يستطيع ان يلتهم أي نوع من الغذاء ببطء مبينا أنه يعتبر من منقيات الرمال التي تنقي الساحل من المخلفات اللحمية.

وافاد بأن (العوعو) من أشهر القواقع التي عرفها أهل الكويت قديما وهو (نجم البحر) حيث كان الأطفال في الماضي يتحمسون لاقتنائه لا سيما عندما كان الغواصون يعودون من رحلة الغوص فيحضرون معهم (العوعو) كهدايا للأطفال.

وقال القطان ان البيئة البحرية في الكويت كانت زاخرة بالعديد من أنواع القواقع والاصداف لكن بعد عمليات دفن البحر انقطعت غالبية الأنواع.

ولفت الى ان أهل الكويت كانوا اذا (تناصفت المايه) أي أصبح البحر جزرا وانحسر الماء عن الساحل يقولون (فلان يتنور) أي دخل الى البحر ومعه صندوق خشبي بقاعدة زجاجية يضع رأسه بداخلها حتى تكبر له الأشياء ويرى بوضوح القواقع والأصداف.

واشار الى انهم كانوا يقولون ايضا (يتجنى) أي يمشي على رجله وان وجد شيئا يستحق الاقتناء التقطه مضيفا انه كان هناك مثل كويتي قديم يقول (نقفه من خربه) والخربة تكون محارة ملقاة على ساحل البحر قد يوجد فيها لؤلؤة كبيرة.

وفي المجال نفسه ورد في كتاب (الحداق.. موسوعة صيد الأسماك في الكويت) الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية للباحث محمد يعقوب البكر ان في الكويت مسميات معروفة للقواقع وأسماء مميزة منها (آذان) و(أذون) وهما نوعان نوع حلزوني دائري يشبه الحويته لكن جسمها خفيف وقابل للكسر بسهولة ولقرب الشبه منها باذن الانسان اطلق عليها هذا الاسم.

واشار الكتاب الى ان النوع الاخر قريب الشبه ب(الودعة) الا ان قشرتها خفيفة هي الأخرى وسريعة الكسر والتهشم لونها فاتح مخلوط بين البياض والوردي.

وذكر المؤلف ان صدفة (صنيديق البابا) لها شكل دائري مغلق بغطائين متقابلين ومضغوطين باحكام أما (البطوشة) فهي صدفة بيضاوية الشكل غطاؤها الخارجي مموج بخطوط طولية وكذلك صدفة (البقرة) التي تأخذ صفات (الكوز).

واوضح ان (الكوز) تجمع على اكواز وهي اسم عام لانواع مختلفة من القواقع الكبيرة والاسم مشهور على سواحل الخليج العربي الا انها قصيرة الشكل ضخمة الحجم مقارنة بالقواقع الأخرى عليها نتوءات بارزة لا يؤكل ما بداخلها وألوانها مغبرة ورملية.

وقال ان (البيسره) قوقعة صغيرة مثل حبة (الباسورق) أي (النقل) وهو نوع من أنواع المكسرات تغوص داخل الخشب في السفينة وتجعل لها بيتا مشيرا الى انه كان هناك كائن يدعى (الجير) يبني بيتا على اسطح الصخور التي يغطيها الماء واذا وطأه الانسان تكسر وأحدث جروحا في القدم.

ولفت ايضا الى (الخلال) واوضح انها صغيرة وملساء تشبه البلح ولها ألوان كثيرة منها البني الداكن والبرتقالي والأسود والأبيض وهي لامعة وجذابة المنظر جسمها مغلق مدببة الرأس والذيل مثل حبة (البلح) بها فتحة في بطنها وأيضا درقة شكلها مستدير مثل الصحن.

وأفاد بأن (الشقيقة) نوع من اخر القواقع ناصعة البياض تشبه بشكلها الى حد ما ناب فيل مصغر وهي مجوفة من الداخل لتكون درعا لحيوان بحري يتدرع بها وكان الناس يصفون المرأة او الرجل شديد البياض بهذه القوقعة فيقولون فلان او فلانة بياضة مثل (الشقيقة) كما يقال ايضا لليالي المقمرة التي يتجلى بها ضوء القمر (الليلة قمرة شقاقية).

وأوضح أن (زبوط النقعة) من القواقع المشهورة قديما بين الناس وهي تشبه الى حد ما (البرغي) اي المسمار الصغير جدا رأسها مدبب يسكنها حيوان صغير جدا وتشاهد في مجموعات كبيرة في القيعان السبخة.

واشار الى انها سميت بهذا الاسم لكونها توجد في مراسي السفن المسماة عند اهل الكويت (نقعة) فحملت هذه القواقع اسم المكان الذي توجد فيه.

وأكد البكر أن لوجود القواقع والأصداف على سواحل الكويت فوائد جمة مثل تنقية الرمال وتنظيفها من الشوائب من خلال الحيوان الذي يوجد داخلها قائلا انه لولا وجود هذه القواقع لأصبحت الرمال باهتة ولونها مائل للسواد لتخمر الاجسام الميتة بين حباتها.

تعليقات

اكتب تعليقك