وائل الحساوي يتساءل: هل سيخسر الشعب السوري جراء الانسحاب الأميركي من بلاده؟!

زاوية الكتاب

كتب وائل الحساوي 564 مشاهدات 0


الراي:

القيادات العسكرية مستاءة، وقد قدم وزير الدفاع استقالته، الأوروبيون مستاؤون لأن الرئيس قد قطع فيهم الحبل وتركهم وحدهم، الاكراد مستاؤون لأن حاميهم قد تركهم يواجهون مصيرهم المحتوم في سورية، ويواجهون الجيش التركي!
ولكن هل حقاً يمثل قرار ترامب بالانسحاب من سورية تلك المأساة، التي قضت مضاجع الكثيرين؟! وهل سيخسر الشعب السوري من جراء الانسحاب الأميركي من بلاده؟!
مَنْ يتابع مسيرة الولايات المتحدة خلال العشرين سنة الماضية يلاحظ أنها تتخبط في سياساتها في العالم، وتتدخل من أجل الإضرار بالدول التي تتدخل فيها، فقد تدخلت في أفغانستان عام 2001 واحتلتها، ثم تدخلت في العراق عام 2003 ودمرته وبددت ثرواته، ثم لاحقت فلول (القاعدة) في كل مكان وقتلت قادتهم، وقبلها تدخلت في لبنان والصومال، ولقنوها درساً قاسياً هربت من بعده!
وقد تفنن بوش الابن في مغامراته، وتقمص دور هتلر في احتلال الدول، وبدد ثروات بلاده في تلك المغامرات التي كلفت أميركا أكثر من سبعة تريليونات دولار «سبعة آلاف مليار» عدا آلاف القتلى في كل بلد!
اليوم جاء ترامب الى السلطة ليسدد ديون بلاده، ووجد أمامه سياسة أميركية خرقاء في سورية، فخلال سبع سنوات من اندلاع الثورة السورية لإسقاط النظام المجرم حاول سلفه باراك أوباما مخادعة السوريين وإيهامهم بأن أميركا تقف معهم وستساعدهم لإسقاط نظام الأسد، وادعت بأنها ستدعم الثوار السوريين وستدربهم، لكن تبيّن أن جميع تلك الوعود قد ذهبت أدراج الرياح، وأن أميركا لم تكن تعنيها نصرة الحق، بل تفننت في تشجيع الإرهاب والتطرف وإذكاء الصراع في سورية ودعم بشار الأسد، وسلمت ملف سورية لأعدى أعداء المسلمين السوريين وهم الروس والإيرانيون، الذين استغلوا الأوضاع للهيمنة على سورية وإذلال شعبها ومصادرة أموالها وأراضيها، وتهجير سكانها!
لقد كان ترامب واقعياً في التعامل مع الواقع في سورية وأفغانستان، ولقد أدرك أن بقاء القوات الأميركية في سورية هو مغامرة خاسرة، ولا تتناسب مع سياسة «أميركا أولاً»، ولقد سلّم ترامب ملف سورية لأردوغان، وطلب من السعودية تسديد فاتورة إعادة إعمار سورية التي تزيد على 500 مليار دولار!
بالطبع فإن السعودية غير ملزمة بتلك المهمة، ليس فقط لأنها غير مسؤولة عن بناء ما قوضته القوى الإجرامية بسبب مغامراتها الفاشلة، لكن كذلك فإن تلك المبالغ كبيرة جداً بحيث ترهق الميزانية السعودية، التي تمر بأزمة بسبب نفقات حربها في اليمن!
لقد ساهمت أميركا في الحرب على «داعش»، وأدت إلى القضاء على ذلك التنظيم المجرم، الذي ساهمت دول وأنظمة معروفة في ظهوره، وعندما خرج عن طوره وأضر بالدول الغربية، اضطروا إلى القضاء عليه، وطبعاً فقد دفعنا نحن فاتورة الحرب على «داعش» من أبنائنا وأموالنا!
إذا نحن نُحييّ خروج أميركا من سورية... ونسأل الله تعالى أن يعوض شعبها خيراً.

تعليقات

اكتب تعليقك