سالم السبيعي يكتب: سمو الرئيس.. هل سقط هذا الموطن سهواً؟
زاوية الكتابكتب سالم السبيعي ديسمبر 23, 2018, 10:42 م 586 مشاهدات 0
الأنباء:
يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
«لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها: لِم لم تمهد لها الطريق يا عمر».. ماذا تعني هذه المقولة؟ انه الشعور بعظم المسؤولية أمام الله أولا (ولو لحيوان) لذلك رزقه الله القوة والنصر والعدل فاتسعت الدولة الإسلامية، وكانت قوة مهابة، وبعد أكثر من 1400 عام قال مسؤول في بلدية نيويورك: «إذا نفق عصفور في حديقة سنترال بارك لشعرت بالمسؤولية»!
وبنفس الأسباب كلنا يعلم وضع أميركا بين الدول الآن.
ما سبق كان عن حقوق «البغلة» «والعصفور» أما مقالي اليوم فهو عن حق الإنسان الذي كرمه الله وفضله.. يقول الله جل وعلا: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).
مقالي هذا إلى من بيده الأمر وهو أمام الله مسؤول... فقد فوجئت حين جاءني أحد كبار المواطنين (وليس كبار السن كما تهينهم المسميات) وشرح لي نصيبه من الدنيا حيث قال: أنا مواطن كويتي بلغت السبعين عاما «مخضرم» عشت بين النواخذة وأهل البحر وتخلقت بأخلاقهم، وسلكت سلوكهم، لم أتعلم بمدارس، ولم أتوظف بوظيفة، اخترت حرفة يدوية أكسب عيشي منها، لكنها أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع أصبحت أبا لسبعة ثم جدا، لا تعرفني التأمينات الاجتماعية لأني خارج التغطية، اسكن مع أولادي وأحفادي ببيت إيجاره 1250 دينارا، مدخولي إعانة الشؤون فقط، ابني يعمل بعمل حر، وكلفني في غيابه (فزعة ونخوة) بأن اقف مكانه لثقته بأبيه، فألزمه القانون أن يعمل تفويضا لي، ففوضني رسميا، نتج عن ذلك قطع إعانة الشؤون لي لعدة شهور فألغيت التفويض لأسترد الإعانة، يحدثني هذا المسكين وأنا في ذهول، ثم قال: هل تعلم أنني لا أملك بطاقة التأمين الصحي «عافية» لأني خارج التغطية لا تستغرب فهناك الكثير مثلي! وأنا أحمل أخطر الأمراض، وممكن أدخل تحت مظلة المعاقين، في النهاية خذها مني أنا «مواطن سقط سهوا» وانتظر رحمة ربي وهي أبرك.
قصة غريبة مؤلمة هل يسقط الإنسان (أو المواطن) سهوا، من المسؤول عنه أمام الله؟ في وطن فاض خيره على الكرة الأرضية، ان هذا المواطن حقه في رقبة المسؤولين، انه يحمل أخلاق وعفة أهل الكويت قديما يحسبه الجاهل غنيا ولا يلح عند الطلب. كما قال الله سبحانه (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم).
اللهم اني أبرأت ذمتي، ونقلت ما سمعت «إلى من يهمه الأمر».
تعليقات